رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

 

أهم درس قدمته «مسيرة العودة » الفلسطينية والتى استشهد خلالها حتى الآن 62 فلسطينيا برصاص الاحتلال الإسرائيلى  ، أنها أعادت من جديد نفس الروح الفلسطينية القديمة التى كانت تناضل من أجل تحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، وبناء دولة عربية علمانية تسع اليهود بجانب الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، كفهم صحيح ووحيد للسلام العادل والشامل.

هؤلا ء الشهداء الأبطال الذين اغتالتهم بمنتهى الوحشية آلة الحرب الإسرائيلية وهم يقومون بمسيرات  رمزية ضمت آلاف الفلسطينيين  للخروج من قطاع غزة إلى بقية أرض الأجداد، أثبتوا أن حلم العودة وتحرير الأرض مازال ساكنا فى صدور الفلسطينيين، وأن كل مشاريع السلام الوهمية التى تفرض عليهم تقديم التنازلات تلو التنازلات قد عفى عليها الزمن، وأن المناورات الإسرائيلية للتهرب من استحقاقات ما يسمونه بالسلام العادل قد أصبحت مسرحية مكشوفة تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر سلسلة مفاوضات عبثية لا تنتهى أبدا.

كان توقيت هذه المسيرة هو الرد المقاوم الوحيد المتاح  وسط أوضاع إقليمية ودولية غير مواتية للاحتجاج على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، لم يعد هناك مجال للبندقية الفلسطينية ، ولم تعد الأعمال الفدائية خيارا مطروحا، لكن النضال الجماهيرى الفسلطينى مازال يملك أسلحة تهز ثوابت الكيان الصهيونى وتزلزل وهم القوة المفرطة التى يمارسها ضد الأطفال والنساء والرجال الفلطسينيين العزل، بل تضرب فكرة شرعية وجوده نفسها فى الصميم، وتجرده من كل الأقنعة الأخلاقية الزائفة التى يدعى أنه يحافظ عليها ويتمسك بها.

مسيرة العودة ليست فقط تعبيرا عن رفض أهالى غزة لأوضاعهم الحياتية البائسة، ولا سجنهم فى « جيتو » كبير، ولا فى فرض قيود صارمة على تحركاتهم من وإلى القطاع، ولا عن منع الدواء والغذاء والكهرباء والوقود عنهم، لكنها تعبير عن حلم كل الفلسطينيين برفض الهزيمة والتخلى عن الأرض،وتحطيم كل القيود التى تكبل أحلامهم الوطنية المشروعة فى استعادة تراب بلادهم من قبضة العصابات الصهيونية التى لم تقدم للمنطقة إلا الحروب الوحشية.

فلسطين ستظل عربية  طالما ظلت أحلام العودة  تتجسد فى مسيرات شعبية لا تتوقف بسقوط الشهداء، ولا تنتهى بإقدام إسرائيل على قتل الأطفال الأبرياء، فمهما بالغت إسرائيل فى وحشيتها، ومهما لقيت من مساعدات أمريكية ضخمة، فإن تمسك الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة سوف يحسم المعركة فى نهاية المطاف لصالحهم طال الوقت أم قصر.