عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لاحظت فى السنوات الأخيرة تعمد بعض المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية تقديم المرأة المصرية بصورة سيئة ومقززة، فلم نعد نرى المرأة التى تشبهنا، أين أدوار المرأة الحقيقية الواقعية التى تشبه أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟

لا نرى غير شخصيات نسائية بعادات وتقاليد غريبة عنا، فالدراما حالياً تصدر لنا امرأة لا نعرفها، فتظهر بشكل مبتذل.. هل المرأة التى تعد نصف المجتمع وتربى النصف الآخر على المبادئ والقيم والأخلاق هى نفسها التى تقدمها الدراما التليفزيونية؟

المجتمع يشعر بالفخر والثقة تجاه المرأة التى تحب بلادها ومجتمعها وتجاه دورها الذى لا يقل أهمية عن دور الرجل فى بناء المجتمع، مثلاً عندما نشاهد مسلسل «الوتد» للراحلة هدى سلطان، و«جميلة بوحريد» لماجدة، و«شىء من الخوف» لشادية، و«بين الأطلال» لفاتن حمامة، و«أنا حرة» للبنى عبدالعزيز، و«هى والمستحيل» لصفاء أبوالسعود، و«الشهد والدموع» لعفاف شعيب، وغيرها من الأعمال التى تؤكد أهمية دور المرأة يزداد احترامنا للدراما النظيفة.

وعلى النقيض تشعرنا الدراما الحالية بالخزى لأنها تتعمد الإساءة للمرأة وأبرز الأمثلة «حوارى بوخارست» و«مزاج الخير» و«الزوجة الرابعة» و«مولد وصاحبه غايب» وفيلم «حلاوة روح» وغيره من الأعمال الهابطة التى تستهين بالدور الحقيقى التى تلعبه المرأة فى المجتمع.

نحن فى القرن الحادى والعشرين ولكنى عندما أشاهد عملاً من هذه النوعية المسيئة للمرأة أتخيل أننا فى عصر الجاهلية عندما كانوا يقومون بوأد البنات خوفاً من العار!

المرأة فى هذا الزمان أصبحت سفيرة ووزيرة وطبيبة وقاضية وغيرها من المهن المحترمة، وفى التمثيل نماذج رائعة ننحنى احتراماً لها مثل فاتن حمامة وماجدة ومديحة يسرى وسميحة أيوب وفردوس محمد وعملاقة الطرب كوكب الشرق أم كلثوم وغيرهن.

وأقول لصناع الأعمال الدرامية أنتم تعرفون جيداً أن الأعمال الفنية لها تأثير قوى على المشاهد العادى، وتقديم المرأة على أنها سلعة تستقطب الرجال أو تتاجر فى المخدرات أو تمارس الدعارة وغيرها من الصور المسيئة التى تترسخ فى أذهان فئة ليست بقليلة من المجتمع أغلبهم يعانى الجهل والفقر، والأعمال الدرامية التى لا تقدر ظروفهم ولأن المنفذ الوحيد لهم هو التليفزيون يزداد التعصب الذكورى الذى يميل لنبذ المرأة ومعاملتها على أنها سبب المصائب والفجور فينعكس هذا على تعاملاتهم مع النساء فيظهر التحرش الجنسى والعنف الجسدى وغيرها من المشاكل.

ويكمن أثر الدراما فى تغيير ذهن المشاهد، فالدراما لها دور شديد الخطورة فى عملية التغيير الاجتماعى، وتغيير اتجاهات وسلوك الجمهور نحو المرأة، فهناك فارق كبير بين الإبداع والابتذال، ويجب على الدولة أن تراقب ما يقدم للمجتمع، وأيضاً يجب تدخل الرقابة فى المسلسلات التى تقدم صوراً سلبية للمرأة المصرية، لأن الدراما لا تقل أهمية عن الخطط الأمنية والاقتصادية للبلاد.

والدراما لها دور مساعد فى بناء المجتمع ويجب على القائمين على الأعمال الفنية أن يتقوا الله فى هذا المجتمع وفى الجيل الصاعد الذى يتربى الآن على أفلام ومسلسلات تدمر أخلاقياته وتبنى جيلاً فاشلاً, وتتسبب فى زيادة نسبة الطلاق والعنوسة وأطفال الشوارع والمتهم بالدرجة الأولى «الدراما الرديئة»!

[email protected]