رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

كنت أتساءل منذ أيام: كيف ستفى الحكومة بالتزاماتها.. المعلنة فى تصريحات رئيس الوزراء ووزير المالية.. بتحسين مستوى المعيشة وزيادة الدخول فى بداية عام 2020 أى بعد 18 شهرًا من الآن.. وبعد أن نجح الاقتصاد المصرى فى «اجتياز عنق الزجاجة» وفقًا لما يقولون.. ولكى تطمئن قلوبنا..؟

< و«جانى="">

ليس من رئيس الوزراء.. ولا من وزير المالية.. لكنه جاء من وزير النقل الذى رشق سهم زيادة أسعار التذاكر فى سويداء قلب 3.5 مليون مواطن يركبون مترو الأنفاق يوميًا.. كلهم من البسطاء ومحدودى الدخل الذين كانوا ينظرون إلى هذا المشروع باعتباره أعظم ما أنجزته الدولة خلال الثلاثين عاما الماضية.. لأنه يوفر لهم مواصلة عصرية نظيفة وسريعة ورخيصة.. تحترم آدميتهم وحقوقهم.. وهؤلاء تمثل هذه المواصلة بالنسبة لهم جزءًا من رأسمالهم البسيط الذى يستثمرونه فى العمل.. وكل جنيه زيادة يصرفونه على تكاليف انتقالهم وانتقال أبنائهم وكل أفراد عائلاتهم يحسبون له ألف حساب وحساب.. لأنه فى مجمله (ضربًا فى عدد أفراد الأسرة وعدد مرات استخدام وسيلة الانتقال) يعنى بالنسبة لهم رقمًا كبيرًا ونسبة لا يستهان بها من دخلهم «المحدود».

< قد="">

ما تبديه الحكومة من مبررات لزيادة تعريفة ركوب المترو.. وتريد من الإعلام أن «يسقيها بالملاعق» للناس «بالعافية».. مثل أن هذه الزيادة «تصب فى مصلحتهم».. وأنها ضرورية من أجل تقديم خدمة أفضل لهم.. ومن أجل توفير ميزانية للصيانة وإصلاح الأعطال.. ولأن سعر تذكرة المترو فى مصر هو الأرخص فى العالم حتى بعد الزيادة.. وهو ما يرد عليه الناس بنباهتهم وذكائهم الفطريين مستنكرين هذه المقارنة.. لأنها يجب أن يدخل فيها مقارنة مستوى الدخل أيضا.. لتكون «الحسبة الصحيحة» هى كم سيصرف المواطن على مواصلاته كنسبة من إجمالى دخله؟

< ومع="" تفهمنا="" لذلك..="" لكننا="">

< كم="" ستوفر="" هذه="" الزيادة="" الجديدة="" من="" إيرادات="" إضافية="" لمرفق="" مترو="" الأنفاق..="" التى="" تبلغ="" حسب="" الأرقام="" الرسمية="" (قبل="" الزيادة)="" نحو="" 2.5="" مليار="" جنيه="">

< قد="" يكون="" متوسط="" هذه="" الزيادة="" 4="" مليارات="" جنيه="" سنويا="" أو="" أكثر="" قليلا..="" فماذا="" يعنى="" هذا="" الرقم="" فى="" موازنة="" دولة="" يبلغ="" حجم="" مصروفاتها="" تريليونًا="" و106="" مليارات="">

< وكم="" يمثل="" أيضا="" من="" بند="" الدعم="" والمنح="" والمزايا="" الاجتماعية="" الذى="" يبلغ="" نحو="" 332="" مليار="" جنيه..="" خاصة="" إذا="" ما="" علمنا="" أن="" ما="" يخص="" دعم="" نقل="" الركاب="" فى="" هذه="" الموازنة="" يبلغ="" مليارًا="" و761="" مليون="" جنيه="" فقط..="" مقارنة="" بـ="" 63="" مليارًا="" لدعم="" السلع="" التموينية="" ونحو="" 16="" مليارًا="" للخدمات="">

< ثم..="" ماذا="" يضير="">

فى أن تُحمِّل بند الدعم بالموازنة هذه المليارات الأربعة التى تنتظرها من زيادة سعر تذكرة المترو.. أو جزءًا منها.. خصمًا مما تحققه من توفير ناتج عن خفض دعم شرائح استهلاك الكهرباء العليا أو خفض دعم «بنزين الأغنياء» أو الغاز الطبيعى.. مقابل تحقيق العدالة الاجتماعية لركاب المترو البسطاء.. واتقاءً لتحميل الدولة «الفاتورة السياسية» لقرار زيادة أسعار التذاكر بحجة تحسين الخدمة.. لدرجة أن يدفع هذا القرار الناس للصراخ: «كفاكم تحسينا إذا كان هذا هو الثمن.. نريد الخدمة هكذا بلا تحسين يرحمكم الله.. ويرحمنا»..!!

< أيهما="" أفضل:="" زيادة="" أسعار="" التذاكر="" لتحسين="" الخدمة..="" أم="" تعديل="" خريطة="" توزيع="" الدعم="" قليلا="" مع="" تحقيق="" الاستقرار="" السياسى="" وتثبيت="" دعائم="" الدولة؟..="" تلك="" هى="">