رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قامت ثورة يناير، وتلتها أحداث كثيرة تصدرتها أحداث 30 يونية التى وضعت أمور البلد فى نصابها الصحيح. وعقب ذلك تم استقرار القيادة والتجول فى طول البلاد وعرضها لإصلاح الفاسد،  وبناء اللازم الذى يحتاجه أهل هذه البلاد.

وبدأ الناس بعد هذا يفيقون من غفوتهم وينظرون إلى ما وراء ذلك، وكيف يعينون القائد الذى يتحمل أعظم العبء وحده. بدأوا ينظرون إلى أنفسهم و كيف يستطيعون المعاونة والمؤازرة.

بدأ خلال هذه الفترة تكوين الأحزاب، وأطلق لها العنان للتكوين، والحرية فى إظهار الآراء، وبدأنا نرى مجموعات تتكون لتنشأ هذه الأحزاب. وفرحنا ولكن فرحنا كان مكتوماً، فقد رأينا أكثر من مائة حزب يظهر على الشاشة حاسبين أن وجودها واجهة اجتماعية للفخر والاعتزاز، وأنه كلما زاد وجودها ازداد اتسامنا بالديموقراطية،  ونسينا أن الحزب ليس مجموعة أفراد يتناجون بأفكارهم وهم قعود، إنما أفراد يتواصلون مع من حولهم، ويتجاذبون الوصل مع شباب وشيوخ ونساء من هنا وهناك ليزداد عددهم يوماً بعد يوم وشهراً بعد آخر. فالحزب ليس مجموعة للفرجة، ولكنه كيان له أفكار تمثله يريد أن يوصلها للحكومة، وتمثل كذلك ما يعتقد أن الشعب فى حاجة إليه، فهو ينقل رغبات  الشعب، وإن استطاع أن يصل هو إلى الحكم لينفذ هذه الرغبات بنفسه، فى جو سلمى خالص، وتحت مظلة أمن سائد لا تشوبه اضطرابات.

فالمهم فى إنشاء الأحزاب إذن ليس بالكثرة والقعود ولكن باكتمال أركانها ونشاطاتها مع حسن نواياها، بعيداً عن تغليب المصالح الخاصة واصطدام بعضها ببعض كما حدث أثناء الثورة الصناعية الكبرى التى قامت فى أوروبا، والتى نشأ فيها الصراع بين أصحاب العمل وبين أولئك  الذين يعملون. أى أن تتجه هذه الأحزاب كلها إلى قفل الباب أمام الفساد، وفتحه على مصراعيه للطريق الذى  يوصل إلى خير البلاد واستقرار أهلها وتمتعهم بالحياة الرغدة. والحقيقة أن ذلك يحدث دائماً فى وجود زعماء لهم باع فى الحياة السياسية، مثل سعد زغلول، وخالد محيى الدين، وكمال جنبلاط وغيرهم فى مصر والبلاد العربية. فالأول أنشأ حزب الوفد العريق سنة 1919 أثناء أو بعد ثورة الناس فى هذا العام.  ذلك الحزب الذى اجتمعت عليه الأمة طوال القرن العشرين والذى حارب فيه الانجليز وساعد على إخراجهم من البلاد بعد تقليصهم من امتيازاتهم عندنا بمعاهدة شهيرة جرى إخراجها للوجود فى  ،1936 والثانى أى خالد محيي الدين أحد الضباط الأحرار الذين تعرضت صدورهم لنار الملكية وعنفوانها،  أنشأ حزب التجمع لتسود الاشتراكية جموع الشعب كافة ضامًا اليه حتى الشيوعيين «بعد انهيار الاتحاد السوفيتى سنة »1990 والقوميين وغيرهم. والثالث جنبلاط أحد أبطال لبنان الذين ساهموا فى استجلاب الاستقلال لبلادهم وإتاحة التمتع بالحرية والكرامة لأهلها، أنشأ الحزب «التقدمي» الذى كافح بجد مع باقى الأحزاب اللبنانية.

وهكذا تنشأ الأحزاب الحقيقية التى تبني لا لتتصارع، ولكن لتسلك الطريق الذى ترى أنه هو الأفضل للوصول إلى الأهداف، فتقوم أحزاب يمينية كحزب الوفد وغيره، وأخرى يسارية كحزب التجمع وغيره، وثالثة للوسطية التى قد تشمل جموع الشعب الفقيرة فى طول البلاد وعرضها كائتلاف دعم مصر  وحب مصر، وإن أرادت الأحزاب المتشابهة أن تتآلف فلتفعل لتزداد قوة وتزدهر نشاطاً، على ألا يكون هذا الائتلاف من أجل السلطة بدلاً من أن يكون من أجل الأيديولوجية كما حدث فى بعض البلاد العربية كالمغرب التى تآلف فيها أحزاب اليمين مع الاشتراكيين للوصول إلى الحكم، أو الجزائر التى تحالف فيها الحزب الثورى بعد طرد الفرنسيين مع أى كائن  من كان لنفس السبب.

الأستاذ بطب بنها