عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط يشير بوضوح إلى أن الحرب باتت قريبة جدًا أكثر من أي وقت مضى، رغم الهدوء الحذر الذي أعقب المواجهة «الإسرائيلية» الإيرانية الأخيرة في سوريا، على خلفية الانسحاب الأمريكي «المتوقع» من الاتفاق النووي.

نتصور أن الأحداث القادمة ستكون أشد وطأة، باتجاه المجهول، وتُنذر بالكثير من «المفاجآت المزعجة» و«التغيرات المرعبة»، في المستقبل «القريب جدًا»، حيث زادت الأجواء اشتعالًا في المنطقة ـ سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، بما يرجح احتمال وقوع حرب ساخنة، قد تتحول إلى عالمية ثالثة!

رسميًا، انفض «سامر» الاتفاق النووي الإيراني، بمغادرة «البلطجي» الأمريكي، وترك «المتفرجين» حول العالم أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة في أعقاب هذه التطورات المتسارعة.

السيناريو الأول: استغلال «إسرائيل» مواقف إدارة ترامب الداعمة بقوة للكيان الصهيوني بصورة غير مسبوقة، ولجوئها إلى سيناريو شبيه بما حدث في نكسة 1967.

السيناريو الثاني «غير المستبعد»: إعلان وجود أسلحة دمار شامل تهدد المصالح الأمريكية، وأن طهران تدعم «الإرهابيين»، وبالتالي تكرار سيناريو الغزو، كما حدث مع العراق في 2003.

السيناريو الثالث والأخير: العمل بكل قوة على خنق إيران وحصارها اقتصاديًا، وتركيز أمريكا حربها على وزارة المالية، التي تصفها طهران بأنها مطبخ الحرب.

هذه السيناريوهات الخطيرة التي تنزلق بالمنطقة نحو الهاوية، إذا تحقق أحدها، فلن تفلح معه الإشارات الأوروبية القوية التي تنتقد ترامب، أو تأكيدها تجديد منح إيران صك البراءة من خرق الاتفاق، معتمدة على تكرار شهادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى ثلاث سنوات.

أما طهران ـ التي اتهمت ترامب بالكذب مرارًا، وتأكيدها بالاستعداد لمواجهة كافة السيناريوهات المطروحة ـ عليها فهم دلالة الرسالة الأمريكية، التي تحمل في العلن عنوانًا «نوويًا»، وإن كان في باطنها دور إيران في المنطقة، وتعاظم نفوذها وصواريخها!

نتصور أن الوقت نفد، واقتربت ساعة المواجهة، رغم محاولات التهدئة من جانب أوروبا، حيث لم تعد تفلح مناورات نبرة الوعيد، الذي كان أمرًا معتادًا ومكررًا خلال عقود، لأن الأسوأ قادم لا محالة، ليضم ساحات جديدة، بعد انضمام دول «سُنّية» إلى صفوف الصهاينة!

لكن المؤكد أن دول الخليج مقبلة الآن ـ أكثر من أي وقت مضى ـ على فتح خزائنها أمام ابتزازات أمريكية جديدة، وعليها أيضًا ألا تنسى إطعام فم الدب الروسي، الذي يسيل لعابه طمعًا في جزء من الثروة النفطية، وبالطبع «ترضية» الأوروبيين، الذين أصبحوا فعليًا على الهامش!

لقد أصبحنا نعيش في فترة مضطربة للغاية بالشرق الأوسط، أوروبيون قلقون.. أمريكيون «يُصَعِّدون».. إيرانيون «يَتَحَدُّون».. إسرائيليون «مبتزون واستغلاليون»، وعرب نائمون أو متواطئون، وللأموال بالإكراه دافعون!

إن ما يحدث، بالتأكيد سيخلف انعكاسات كارثية، سواء على صعيد إقامة تحالفات، أو اصطفافات إقليمية ومذهبية، وكذلك تأجيج العنف والصراعات بالمنطقة، كما ستبرز محاولات الفرقاء والأصدقاء والأشقاء في فرض الهيمنة وبسط النفوذ!!

المشهد العبثي الحالي تحركه أصابع صهيونية خبيثة، تدفع أمريكا للمواجهة، وتجر المنطقة إلى حرب لا نهاية لها، بسبب تهور وغباء ترامب، وتصميمه على المواجهة حتى النهاية، أما الإيرانيون فإنهم مصرون على عدم التراجع ومستعدون لأسوأ السيناريوهات، ولكن في كل الأحوال الجميع خاسرون!!

[email protected]