رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اعتقدت وأنا فى مترو الأنفاق مساء الخميس الماضى أن هناك مسابقة فى حفظ جدول الضرب عندما شاهدت بعض الركاب فى العربة وأنا استقل المترو من الدقى يقومون بضرب بعض الأرقام فى بعضها ويستعين كل واحد منهم بصديق ليلقنه الجواب.

الناس كانت مرتبكة، الوجوه عابثة، واحد قال: لله الأمر من قبل ومن بعد، سألته: فيه ايه ياعم فيه  حد مات، قال ياريت، قلت له: هل يوجد أصعب من خبر وفاة عزيز عليك يجعلك تلهج بالأرقام، قال أيوه.

الأرقام التى كان يضربها بعض الركاب كانت كالتالي: ستة فى ثلاثين، وواحد يرد، طاب عشرة فى ثلاثين وواحدة ست ركبت من محطة العتبة مع زوجها وطفلهما وكان الثلاثة مبسوطين لأنهم اشتروا بعض لوازم رمضان وعائدين إلى البيت، استمعت الست للكلام وعملية ضرب الأرقام وهمست فى أذن واحدة ست أخرى  تستفسر عن سبب ترديد هذه الأرقام الحسابية فأخبرتها بأن سعر تذكرة المترو زاد، والزيادة ستطبق صباح باكر، أى يوم الجمعة، فوقع الخبر عليها كالصاعقة وتوقعت أنها سترقع بالصوت، لولا أن زوجها نهرها وقال لها فيه ايه يا ولية، فردت عليه: المترو بكرة مش بجنهين، على طريقة من دا بكرة بقرشين، فرد أمال بكام!

أفرج الركاب عن سرية المعلومات الرقمية وعرف الجميع أن سعر تذكرة المترو حتى 9 محطات 3 جنيهات، وهذا معناه رايح جاى بستة جنيهات فى 30 يوماً أى 180 جنيهاً فى الشهر، وسعر التذكرة حتى 16 محطة خمسة جنيهات ورايح جاى عشرة جنيهات أى 300 جنيه فى الشهر، وحتى نهاية الخط سعر التذكرة سبعة جنيهات  ورايح جاى 14 جنيهاً أى 420 جنيهاً فى الشهر.

ركاب المترو كلهم علموا بخبر رفع التذاكر، وترك الركاب لغة الأرقام وقلبوها سياسة واحد قال: اشمعنى يرفعوا الأسعار ليلة الخميس هل لأن الجمعة والسبت اجازة وعاوزين يتفادوا غضب الناس المريحة فى بيوتها، وحركة المترو هادئة فى هذين اليومين، وواحد رد عليه، مش دى المشكلة قول لهم هل الوقت مناسب لرفع سعر تذكرة المترو واحنا داخلين على رمضان مش كفاية أعباء احتياجات الأسرة فى هذا الشهر الكريم، واحد قال مجلس النواب ميعرفش حاجة عن هذه الزيادات؟

ورد راكب: مصدق الكلام ده!! وزير النقل قال إن ضميره مرتاح بعد رفع سعر  تذكرة المترو وهو مبسوط كده لأنه هيصلح بهذه المبالغ أعطال المترو ويكيف العربات ووصلت محطتى ونزلت من المترو وأنا أمامى صورة الست اللى كانت عاوزة ترقع بالصوت بعد ما كانت متهللة وبدأت تفكر ازاى تدبر باقى احتياجاتها وتستعد للعيد. وأنا نازل من المترو سمعت الست تقول ستة فى ثلاثين، ورد زوجها لأ انت الصادقة وأنا كمان عشرة فى ثلاثين. ابنهما قال: هو فيه ايه؟.. ردت عليه: اتنيل مفيش حاجة خلص الساندوتش بتاعك وزير النقل قال اطمنوا المترو بتاعنا أرخص من المكسيك!