رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

ما نحن عليه هو ما دفعنى إلى كتابة العنوان قبل المقال.. أشعر أننا فى البرزخ.. نشهد مقاعدنا من النار وفى الانتظار.. إلى متى؟! وإلى أين؟! لا نعرف.. كل ما نعرفه أننا فى وضع الأموات.. صديقى قدم لى عصير ليمون حتى أهدأ.. ولكن الهدوء يحتاج إلى نفس عميق.. أخذت النفس العميق فإذا أدخنة عوادم السيارات والمصانع والأتربة تتسابق إلى الرئة وتغير المزاج إلى الأكثر سوءاً.. تناولت عصير الليمون فاشتعل القولون وزاد الغضب أكثر وأكثر.. الليمون ملعوب فيه حتى يكبر حجمه ويباع قبل الأوان.. قال لى صديقى علينا أن نغير المكان ربما يتغير المزاج.

قررت أن ألتزم بقواعد المرور.. أركب سيارتى أشد الحزام.. وفى الإشارة أقف قبل خطوط المشاة.. شعرت أنى غريب. حتى أن أحدهم زجرنى لأنى أقف قبل خطوط المشاة وقال: عسكرى المرور نفسه يقف بعدها.. محبكها كدة ليه؟! شاهدت رجلاً يحاول النزول من فوق الرصيف لعبور الطريق فتوقفت تمامًا حتى يعبر.. كانت مفاجأة سارة بالنسبة له وضحكات وسخرية من حولى.. قال أحدهم: عليك أن تلتزم قواعد المرور حسب التوقيت المحلى لمدينة القاهرة حتى لا تصبح من عجائب أم الدنيا.. وقال آخر للرجل العابر: عبور المشاة له أصول إما تجرى جرى الوحوش وغير رزقك لن تحوش.. وإما الرقص بين السيارات ومفيش مانع من خبطه خفيفة أو دوسة على القدم من الإطارات وربنا الشافى.. وفى النهاية لن تأخذ أكثر من نصيبك.

دخلت البنزينة فى طابور طويل سألت ايه الحكاية. قال لى أحدهم: البنزين سيرتفع ثمنه الحق مون على الآخر ولو عندك واسطة ممكن تعبى جراكن.. وبعد طول انتظار خرجت وبعد عدة كيلومترات تعطلت سيارتى.. وقفت سيارة ملاكى أمامى ويخرج صاحبها يساعدنى وبعد الكشف قال: البنزين به ماء مغشوش يعنى لازم نفضى التانك لا تقلق.. وطلب ثلاثمائة جنيه وانا اللى كنت فاكره يساعد لوجه الله.. وبعد خطوات اكتشفت ان الكاوتش يحتاج إلى القليل من التزويد وقفت عند ورشة إصلاح الإطارات كشف وقال لى: سبعة اخرام تحب أغير لك فردة الكاوتش بمستعمل خفيف بسعر ٥٠٠ جنيه تيوبلس.. قلت يفتح الله ٧٠ جنيه أهون.. بعد التركيب اشتعلت مشاجرة بين الصنايعى وزبون يتهم الصنايعى غافله وثقب الكاوتش عدة ثقوب لإصلاحه.. عوضى على الله.

طلبت من صديقى القيادة والتوجه إلى البيت فهناك وهنا البرزخ ينتظرنا.. وبمجرد خطوات بالسيارة أوقفنا أمين الشرطة وصديقى معه رخصته ولكنها ليست سيارته.. قلت له انا صاحبها وموافق يقودها.. أصر الأمين على سحبنا إلى القسم لتحرير محضر ولم ينقذنا من الموقف إلا ورقة بمية أخرجها صديقى من جيبه وكرمشها للأمين.

عزيزى المواطن المصرى أكيد احنا هنا وعلى وضعنا علشان بنتحاسب.. اللهم اغفر لنا وهون علينا يا لطيف.. لا تنسَ من أعمالكم سلط عليكم.

[email protected]