عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

باسم الإسلام وبدعوى الاستجابة لتعاليمه يشوه البعض منا الإسلام ويدمر أحد الأهداف الجوهرية للإسلام، وهو إعلاء قيمة العمل ورفض التسول حفاظاً على الكرامة الإنسانية للبشر، واثق أن من يشجع على التسول يفعل ذلك بحسن نية، من هنا آمل أن ترتفع الأصوات الواعية والحريصة على إعلاء القيم الإسلامية الحقيقية لتدعو إلى وقف كل نشاط يشجع على ثقافة التسول.

أحد أخطر الدعوات التى تشجع على نشر ثقافة التسول تمارسها الفضائيات المصرية التى وجدت فى ممارسة دعوات التبرع لأصحاب الحاجات والمتاجرة الرخيصة بمعاناة مواطنين يعانون من ظروف معيشية قاسية ليقيموا لهم سوقا للتسول يسارع المشاهدون بعاطفة حقيقية أو باستغلال الموقف للتظاهر بالتعاطف مع المحتاجين طلبا لشهرة، بل إننى أزعم أن كثيرين يحرصون على المسارعة بالتبرع لاستغلال الموقف فى غسيل الأموال.

لتنظر وقد اقترب شهر رمضان إلى هذا المزاد الذى تتنافس فيه جمعيات خيرية وأفراد لإقامة موائد الرحمن أو توزيع «كرتونة رمضان» وأعتقد من الملاحظة الأولية أن ما يتم إنفاقه على هذه الموائد والكراتين يبلغ عدة مليارات من الجنيهات كل عام، وأرى أن هذه المليارات يتم إهدارها سنويا وأن هذه الطريقة فى إنفاقها يرفضها تماماً المنطق السليم والفهم الصحيح للإسلام.

أولاً: التوجيه النبوى نعرفه جميعاً فى قصة الرجل الذى طلب صدقة من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطاه أداة ليحتطب بها، وكلنا نحفظ الحديث النبوى الذى يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يطلب منه أن يستخدم هذه الأدوات ليحتطب ويبيع الحطب ليكسب من جهده خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه.

ثانياً: فى هذا التوجيه الكريم حرص على الكرامة الإنسانية لكل إنسان وفيما تقدمه هذه الجمعيات والأفراد من تبرعات مالية أو عينية للغذاء إهدار للكرامة الإنسانية لمن يتلقى هذه التبرعات ومن يتزاحم على ما يسمونها موائد الرحمن فى مشهد يحمل كل ألوان الإذلال وإهدار الكرامة الإنسانية.

ثالثاً: هذه الظاهرة تتسع كل عام حتى أصبحت أحد ملامح المجتمع المصرى، وتتكفل الفضائيات بنشر صور أصحاب الحاجات وهم يتسولون الحصول على هذه التبرعات وتتاجر هذه الفضائيات باستعراض حالات الضعف البشرى للمحتاجين فتعرض عوراتهم على ملايين المشاهدين كسباً لمزيد من المشاهدة ولو على حساب امتهان الكرامة الإنسانية للضعفاء والمحتاجين.

رابعا: لو طبقنا التجارب الإنسانية فسنجد أن المثل الصينى يسعفنا وهو يقول: «لا تعط السائل سمكة بل أعطه شصاً - سنارة - وعلمه الصيد».. هذا هو الطريق.. لو أننا أقمنا كل عام مصانع ومشروعات زراعية ومدارس ومستشفيات بهذه المليارات لكان هذا التصرف هو التصرف المثالى الذى يضمن حصول المحتاجين على حاجاتهم بالعمل فى هذه المؤسسات وتقام دور لرعاية المسنين.

وهذه المصانع تسهم فى توفير فرص عمل للملايين وتضخ المليارات فى الدخل القومى العام مما يسهم بقوة فى نمو الاقتصاد وفى النمو الذى تنعكس آثاره الإيجابية على جميع المواطنين.