رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

من حين لآخر، تهب علينا روائح التصالح بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن فى كل مرة تكون العقبة دائماً، هى فى ضرورة أن يكون هناك مصالحة بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض، حتى يتسنى لهم بعد ذلك المصالحة مع إسرائيل.

ورغم ذلك، فقد عادت إلينا - مع بداية هذا الأسبوع - روائح المصالحة تلوح بين الرئيس الأمريكى والرئيس أبومازن. فمن المعروف أنه منذ تولى الرئيس الأمريكى ترامب مهام منصبه فى الرئاسة الأمريكية وهو يتحدث عما سماه (صفقة القرن) التى وعد فيها بإنهاء مشكلة التصالح بين الفلسطينيين والإسرائيليين للأبد، وصولاً للتصالح بين العرب وإسرائيل. وبطبيعة الحال فإنه لكى تبدأ صفقة القرن التى وعد بها ترامب، لابد من التصالح أولاً بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض حتى يتسنى التصالح بينهم وبين إسرائيل.

فمنذ عدة أشهر لاحت بوادر المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. ولكن - للأسف - يبدو أن عقبة الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، وقفت حائلاً دون إتمام التفاوض، الأمر الذى تقدمت مصر من أجله باقتراحات عدة إلى منظمتى فتح وحماس وصولا للصلح بينهما. وعقدت عدة اجتماعات فى القاهرة وفى غزة وفى رام الله. وفجأة توقفت هذه الجهود وتوقف الصلح بين الفصائل الفلسطينية على أثر محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى والذى كان يرافقه رئيس المخابرات الفلسطينى، ولكن رعاية الله كانت معهما ولم يصابا بأذى، وعلى أثر تلك الأحداث المؤسفة اتهمت منظمة فتح حماس بتدبير تلك العملية الفاشلة وتوقفت المفاوضات بين الجانبين.

منذ هذا التاريخ توقفت نهائيا كافة المحاولات الرامية لإتمام الصلح الذى لم يكتمل، وقد أدت هذه الفرقة إلى إسراع الرئيس ترامب بالإعلان عن القدس عاصمة إسرائيل، وأنه ينوى نقل السفارة الأمريكية للقدس. ومنذ ذلك الوقت وحتى يومين أو ثلاثة أيام سابقة كانت العلاقات متوترة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، إلا أننا قد فوجئنا بالرئيس ترامب يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إخلاء أربعة أحياء فى القدس الشرقية، الأمر الذى يشتم منه رائحة إعادة النظر مرة أخرى فيما سماه صفقة القرن، وأن محاولة إخلاء تلك الأحياء فى القدس الشرقية من التواجد الإسرائيلى، بهدف أن تكون هى عاصمة فلسطين.

وبعد تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة، قرأت خبراً آخر عن الرئيس عباس أبومازن، يقول إن الرئيس أبومازن - فى آخر لقاءاته مع الصحفيين - قد أعلن صراحة الاعتذار الرسمى لليهود عامة والإسرائيليين بصفة خاصة، عما قد يكون بدر منه فى أحد الأحاديث وتم تفسيره خطأ، وأضاف أنه يحترم الديانة اليهودية وباقى الديانات الكتابية الأخرى، كما أضاف فى حديثه - أيضاً - أن ما حدث فى محرقة الهولوكوست يعتبر جريمة كبرى لا تغتفر، وأنه ضد أى اعتداء على الأديان السماوية.

هذا الاعتذار الرسمى من الرئيس أبومازن الذى تزامن مع طلب الرئيس الأمريكى إخلاء بعض الأحياء فى القدس الشرقية، هذا الأمر – فى تقديرى – له دلالة قوية على أن هناك بوادر طيبة فى طريق إنهاء مشكلة الدولة الفلسطينية، والتى رحب بها الرئيس أبومازن فى حديثه الأخير قائلا إنه يرحب بدولة فلسطينية تقام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل لكى يعيشوا معا فى سلام وأمان، إلا أنه ذكر - أيضاً – فى حديثه الأخير، رفضه الاعتراف بدولة إسرائيل إلا بعد اعتراف إسرائيل بأحقية الشعب الفلسطينى فى دولتهم.

أتمنى من كل قلبى أن يتحقق ظنى فى القريب العاجل، وتبدأ من جديد المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى الإسرائيلى تمهيداً لإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يعم السلام فى المنطقة العربية كلها، ونترك الحروب والدمار والدماء، وتبدأ منطقتنا العربية فى البناء والتقدم، ويعم السلام على الجميع.

وتحيا مصر