عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

لم يُكتب تاريخ مصر الحديث بالأمانة والتفاصيل المهمة بعد.. كل يوم دليل على هذه المقولة.. آخر دليل كل ما كتب عن رجل عظيم مثل خالد محيى الدين الذى كان فى قلب الأحداث الكبرى حتى لما كان بعيداً عن مصر ظل فى قلب كل حدث.. بدليل العودة المفاجئة إلى مصر.. أتحدى إذا كان هناك من يعلم بعودة الأستاذ خالد. قد تكون حكاية مرض زوجته أحد الأسباب الجانبية ولكن ليس هو السبب الحقيقى الحاسم.. بدليل ما كنت قريباً منه جداً.. وذلك حينما جاءنى الصحفى اليسارى الكبير لطفى الخولى فى دار الهلال ليهمس فى أذنى بمنتهى السرية أن الأستاذ خالد فى مصر ويريد أن يراك.. لم يكن أحد فى مصر كلها يعلم ذلك إلا شلة الأستاذ خالد فقط.. وكان يجلس فى كافيتريا اسمها «ميلك بار» اسم غريب!! على ناصية شارع سليمان باشا وعدلي على مساحة كبيرة له ركن بعيد!! عرف فكرى أباظة منى وصول محيى الدين وتركنى ليخطر إميل وشكرى زيدان لأول مرة!!

مثلاً لم يذكر أحد كيف ولماذا سافر الأستاذ الكبير العظيم إلى أوروبا بعد أن اختلف مع كل مجلس الثورة الذى يريد أن يحصد غنائم الثورة على حساب كل المبادئ التى قامت من أجلها الثورة.. قرر الأستاذ الكبير العظيم السفر بأخلاق زمان. الرأس المرفوعة مع الكرامة والعنجهية.. نحن لا نهرب ولكن نسافر فى وضح النهر بعد أن نخطر الجميع رسمياً.. قابل عبدالناصر هذا السلوك بما يستحقه صاحبه فأعطاه جواز سفر ديبلوماسياً مدى الحياة.. نفس ما فعله مع أحمد أبوالفتح فى نفس الموعد ولنفس السبب هو الديمقراطية التى كان مقررا عودتها بعد حريق القاهرة وإخماد المقاومة المسلحة!!

<>

لم يكتب أحد لماذا اختار عبدالناصر أن تكون الجريدة الشيوعية اليسارية جريدة مسائية وليست صباحية.. لأن عبدالناصر يرى أن الجرائد المسائية عموما عمرها قصير وتوزيعها متواضع.. ولا أحد يعرف ماذا بعد خروشوف صديق مصر اليوم.. وكانت المفاجأة الكبرى هى توزيع "المساء" التى كانت الجماهير مع بائعى الصحف يقفون أمام المطبعة لخطف الأعداد خطفاً قبل أن تنفد.. كان توزيع المساء ضعف توزيع الصحف الصباحية، فى نفس الوقت الذى أفلست فيه الصحف المسائية القديم منها.. مثل «المقطم» لصاحبها نمر باشا صديق الملك الشخصى و«البلاغ» للصحفى الكبير عبدالقادر باشا حمزة و«المسائية» لكامل الشناوى.. قالوا إن سبب إقبال القراء على «المساء» الرياضة لأول مرة صفحتان وكذا الكتاب اليساريون والشيوعيون بعد طول غياب.. وتمر الأيام وينخفض توزيع جريدة «أخبار اليوم» خاصة العدد الأسبوعى الذى كان يضرب الأرقام القياسية فى التوزيع فقرر عبدالناصر مصالحة خالد محيى الدين الذى سبق أن ترك المساء قرر تعيين خالد محيى الدين رئيس إدارة وتحرير «أخبار اليوم» الذى قام بتعيين محمود أمين العالم نائبا له وتم تعيين معظم كتاب اليسار، حتى عبدالمجيد نعمان رئيساً لقسم الرياضة للنهوض بأخبار اليوم التى لم تستطع أن تصل إلى توزيع المساء!!

<>

ولكن لماذا ترك خالد محيى الدين «المساء»؟

بعد الوحدة مع سوريا وإعلان الجمهورية العربية المتحدة بدأ صلاح نصر وإدارة المخابرات «تلعب» فى العراق حتى قامت الثورة التى أطاحت بملك العراق نورى السعيد وبدأ الكلام عن ضم العراق للجمهورية العربية لأن ضباط الانقلاب ناصريون.. فجأة فى الوقت المناسب قام لواء اسمه «قاسم» بانقلاب جديد وأطاح بكل الناصريين.. وقطع عبدالناصر برامج الإذاعة ليلقى خطابا ملتهبا ضد من اسماه «قاسم العراق» وعلى طريقة عبدالناصر حينما يفقد أعصابه يتضمن خطابه بعض الكلمات الشديدة.. هنا كتب خالد محيى الدين مقالا فى «المساء» يشيد باللواء قاسم الديمقراطى الليبرالى.. وهنا طلب عبدالناصر من خالد محيى الدين أن يترك المساء فوراً ورفض محيى الدين.. ونظرا لحالة عبدالناصر غير العادية فوجئنا بأنور السادات يدخل مبنى المساء ويجتمع بخالد محيى الدين لمدة نصف ساعة ثم نزل الاثنان معا وفهمنا أن أنور السادات أقنع خالد محيى الدين بتقديم استقالته من المساء.. وبعد فترة قليلة تولى محيى الدين رئاسة الأخبار.

<>

الحكايات الحقيقية كثيرة.. ولها دلالات مهمة.. فإلى مقالات أخرى.