رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا ناس ياهوو

أيام ويهل علينا شهر رمضان، بكرمه وجوده وصلاحه ورحمته على البسطاء والفقراء والمساكين، ويتسابق الناس لأعمال الخير ودفع الزكاة، ومن أشهر المشاهد التى باتت تطاردنا على شاشات الفضائيات إعلانات المؤسسات الخيرية لجمع الصدقات والتبرعات، مستغلة فى إعلاناتها (مدفوعة الأجر بالملايين) وجوه البسطاء ومعاناة المرضى والمحتاجين. ويبدو ان اختيار الحالات الانسانية التى تعرض، يتم عرضها بشكل مهين للفقير ولنا جميعا، فيتم اختيار نماذج أكثر بؤسًا مستغلين شكل المرضى والمحتاجين لتعاطف الناس.

وأنا هنا أشفق على هؤلاء المرضى والبسطاء، بل أتعاطف معهم وأرفض استغلالهم وفِى نفس الوقت لا أمنع خيرا، وأشكر كل الجهود التى تقدمها جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى التى تعد شريك الدولة فى التنمية، ولا ننكر أبدًا فضل الكثير منها فى مساندة الدولة ومساعدة الناس وهى مشكورة، ولكن هل أصبح دورها مقتصرا على التسول والشحاتة على الشاشات واستجداء العطف من الناس باسم الفقراء، خاصة ان هذه الإعلانات مدفوعة للقنوات الفضائية بملايين الجنيهات ومعفاة من الضرائب للدولة.

هل من الممكن ان تساعد هذه المؤسسات الدولة فى تنفيذ خطط التنمية للقضاء على الفقر من خلال برامج التكافل الاجتماعى المتنوعة التى تتبناها الدولة، أو طرح مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتدريب العمال، وتأهيلهم وإعطاء فرص للنهوض بالأسرة، وحل مشكلات المعيشة بما يتناسب مع أى مجتمع سواء فى الريف والحضر، وخلق مجتمع منتج يزيد من توسيع القاعدة الإنتاجية، ويوفر خامات إنتاج تزيد من المكون المحلى ليساعد على تخفيف استيراد كل ما نستهلكه، هذه الجمعيات منتشرة فى ربوع مصر، ولها قدرة التواصل مع الأفراد وفهم مشكلاتهم وتفهمها، ووضع آليات للقضاء على الأمراض المجتمعية كالفقر والبطالة وتوعية الأسرة ومساعدة الأسر الفقيرة، وجعلها أسرا منتجة تعتمد على نفسها، وتستطيع ان تدير حياتها وتواجه مصاعب الحياة، بدلًا من المساعدات المؤقتة، ألم يكن من الأفضل أن تكون هذه المجالات التى تختارها هذه المؤسسات الطبية والتعليمية والتثقيفية والحج والعمرة وتنمية المجتمع وخلافه ممثلة فى مشروعات إنتاجية وصناعية وحرفية تساعد الناس على الاعتماد على أنفسهم والحفاظ على ماء الوجه. 

وعلى ذلك يجب أن تركز هذه المؤسسات على قطاع المرأة، واستفادت من إمكانيات النساء الإنتاجية، وعمل مشروعات حرفية لها تتناسب وقدراتها وظروفها المعيشية وتدريبهم وإعالتهم بشكل كريم، خاصة أن نسبة النساء هي الأكثر جهلاً وفقرًا وعوزًا لما تتعرض من ظروف معيشية قاسية نظرًا لما تعانيه من إعالة أسرتها حتى فى وجود زوج أو أب مريض أو لا يعمل أو أنها تعانى من طلاق أو مرض، فهل من الممكن أن تتكامل هذه المؤسسات مع الدولة فى تقديم الخطط التكاملية للمشروعات الاستثمارية التى تقوم بها الدولة، فتقدم مثلًا فرصًا تدريبية أو تأهيل لبعض العمالة التى تحتاجها هذه المشروعات، أو تقوم بتسويق منتجات المصانع التى سيتم افتتاحها من قبل الدولة أو رجال الأعمال أو توفير الدراسات المختلفة لما تحتاجه هذه المشروعات من فرص عمل وعمالة متنوعة وتحديد نوعية هذه العمالة.. هناك جهود تساهم فى تغطية أكبر نسبة من الفقراء والمحتاجين وتغير من واقع الفقر والعوز خاصة (كارتونة رمضان) لن تغنيهم مدى الحياة، العمل هو العبادة الحقيقية ومساعدة الناس فى اصطياد السمكة خير من تقديم وجبة أو مساعدة مؤقتة.