عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

نحن فى حاجة شديدة جداً، إلى رؤية جديدة  لنظام التعليم فى مصر، لإحداث تغيير حقيقى يتمشى مع روح العصر الذى نحياه الآن.. والجميع بلا استثناء يعترف بوجود فساد كبير فى العملية التعليمية متأصل من عقود طويلة مضت، وتراكمت العديد من المشاكل بشكل يدعو الى الحسرة والألم، وبالتالى لابد من نسف العملية التعليمية الحالية.

الوزير طارق شوقى مثل كل الوزراء الذين سبقوه أعلن أن هناك بالفعل حالة فساد فى التعليم، لم يعد هناك وقت آخر لاستمرارها.. والرجل لم يعترض أبداً فى خوض غمار الحرب على فساد التعليم، لكن رغم إعلانه هذا هل بدأ بالفعل فى المعركة ضد فساد التعليم؟!.. الحقيقة أننا فعلاً فى حاجة الى أن يشارك الجميع فى هذه الحرب، والوزير وحده أو بمفرده لا يمكن أن يحقق الإصلاح المنشود للعملية التعليمية. بل إن تحديث وتطوير التعليم مسئولية جماعية لكل المتخصصين فى هذا الشأن.

التعليم فى مصر ليس مباني وفصولا أو منشآت فقط، إنما هو منهج دراسة ومعلمون يقومون بالتدريس، فالمناهج الدراسية يجب إستبدالها بأخرى لا تعتمد على الحفظ والتلقين، فى حين أن الأمر يحتاج الى فهم وتدبر وإعمال العقل وقياس المهارات، مما يعلمه أهل التعليم فى طرق التدريس المختلفة الحديثة، والابتعاد عن الطرق القديمة البالية التى تسببت فى وجود تلاميذ حتى مرحلة التعليم الأساسى لا يعرفون القراءة والكتابة.. والمعلمون فى أغلبهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل من جديد، لأن نظامهم الحالى لا يتفق مع طبيعة المرحلة الراهنة فى مشروع بناء الدولة الجديدة.. ويتسبب هؤلاء المعلمون فى كوارث لا تحصى ولا تعد، وضاعت مهمتهم فى خلق أجيال جديدة واعية، وكل هم المعلمين أن يحفظ التلاميذ لمجرد دخول الامتحانات. والمشكلة أيضاً فى المعلمين أنهم لا يريدون تغييراً فى طريقة تدريسهم.

قضية التعليم فى مصر لا يجوز أن تترك للوزير وحده فى ظل هذه البشاعة السائدة فى المدارس حالياً، بل يجب إشراك جميع مؤسسات الدولة، وإجراء حوار مجتمعى يشارك فيه جميع أبناء مصر من كافة الاتجاهات من أجل تحقيق النهضة المطلوبة، وتحميل الوزير وحده المسألة بمثابة خطأ فادح، لأن القضية أكبر بكثير من إمكانيات فرد.

إذا كنا نريد فعلاً دولة حديثة، فلابد من النهوض بالتعليم وعلاج ما أفسده الدهر على مدار سنوات طويلة حتى استفحلت المشاكل بهذا الشكل المزرى.. ولابد أن يكون الاهتمام بالتعليم،  يؤسس للدولة الجديدة التى يحلم بها كل أبناء مصر. ولو تم إهمال هذا الفساد فى التعليم، فعلى الدنيا السلام، ولن يتحقق شىء على أرض الواقع.

[email protected]