رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

في الرواية الشهيرة «العبقري النبيل دون كيشوت دي لامانتشا» للأديب الإسباني ميجل دي سيرفانتس.. يصور الكاتب قصة رجل مهووس بأساطير الفرسان الذين انقرضوا عبر الأجيال.. قرر أن يتقمص دور «المحارب النبيل».. ويخوض معارك وهمية دفاعًا عن الضعفاء والمساكين.. فخرج حاملا سيفه ورمحه الباليين.. راكبا حصانه الهزيل.. باحثا عن أي معركة لإثبات فروسيته.

وفي طريقه.. شاهد لأول مرة في حياته «طواحين الهواء» فتوهم انها شياطين.. وانها مصدر الشر في الدنيا.. فقرر أن تكون أولى معاركه ضدها.. وهجم عليها ورشق رمحه بين أذرعها العملاقة فرفعته في الفضاء وطرحته أرضا وكسرت عظامه!!

•• نتذكر هذه القصة الهزلية

ونحن نتابع التصريحات التي أدلى بها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم «والتعليم الفني أيضا».. خلال لقائه مع الصديقة الإعلامية لميس الحديدي.. معلقا على الهجوم الذي يشنه «البعض» ضد مشروعه لتطوير التعليم.. ومؤكدا أن نظام التعليم الجديد الذي وضعه «يهز عروش المصالح والفساد والأنانية المطلقة وهناك دول ليس من مصلحتها تطبيق هذا النظام الذي سيحقق التنمية لمصر».

هكذا ينقلنا وزيرنا «الفارس النبيل» إلى مرحلة جديدة من مراحل «تسييس» مشروعه التطويري.. وهي مرحلة «التدويل»..!!

•• الدكتور طارق

يريد أن يقنعنا بأنه يخوض معركة ضد «دول» لا تريد لمشروعه النجاح.. وأن من يهاجمونه هم عملاء هذه الدول المعادية التي ليس من مصلحتها تطوير التعليم في مصر.. ويريد أن يستنفرنا معه في هذه المعركة الوهمية ضد «طواحين هواء» يتصور أنها «أشباح» لا تحاربه هو.. بل تحارب مصر..!!

طيب.. إذا كنا نحن في مصر قد فشلنا حتى الآن في فهم مشروع الوزير والاقتناع بأهدافه وجدواه ونتائجه المرتقبة.. فكيف لهذه الدول «المعادية الشريرة» أن تفهمه؟!.. ربما سترد كتائب الإعلاميين الذين جندوا أنفسهم للدفاع عن الدكتور طارق بأن «هذا هو الفرق.. فما يقدمه الوزير هو عصارة فكر عالمي وخبرة دولية.. لا يفهمها الجهلاء ومنعدمو الثقافة ومحدودو الأفق» أمثالنا..!!

•• أيضًا

يفاجئنا الدكتور طارق بقوله: «ما الذي يمكن أن نفعله الآن فيتسبب في فشل منظومة التعليم؟! فنحن لم يعد لدينا ما نخسره وعلينا أن نتحرك.. والبعض يسأل عن مؤشرات النجاح لكنني أسأل عن مؤشرات الفشل؟».

وهذه مقولة خطيرة لا بد أن نتوقف أمامها.. إذ تعكس منطقا مقلوبا وغير علمي يتحدث به الوزير «العالم».. وهو منطق «التجريب العشوائي» حسب الوصفة البلدي «يا صابت يا خابت» و«ضربوا الأعور على عينه قال خسرانة خسرانة»..!!

هذا لا يصح ولا يليق مطلقا بما يحمله الدكتور طارق من مؤهلات وخبرات ومعارف تعتمد على مناهج علمية في البحث والتفكير، لا بد أن تنطلق من تحديد «مواضع القوة ومواضع الضعف والفرص والتهديدات» فيما يسمى بـ«التحليل الرباعي» SWOT.. ما يعني أنه من الطبيعي أن «البعض يسأل عن مؤشرات النجاح»، وليس كما يريد الوزير أن نسأله فقط عن مؤشرات الفشل..!!

•• ومن أجل ذلك طالبناه.. وما زلنا نطالبه بطرح مشروعه في حوار مجتمعي موسع.. قبل أن يحوله الى قرارات.. لأننا نريده تطويرًا جادًا وحقيقيًا.. بلا معارك «دونكيشوتية».