عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات:

المهمة صعبة صحيح.. لكنها ليست مستحيلة، فمازالت لدينا بعض الأوراق.. نستخدمها وقت اللزوم.. وأنا شخصيًا أرى أن هذا وقتها تمامًا،عن سد النهضة.. أتحدث!!

فالمشكلة تزداد كل يوم تعقيدًا وصعوبة.. خاصة وأننا أصبحنا أمام متغير كبير قد حدث فى الأزمة وأقصد به الموقف السودانى.. والذى بات محيرا للجميع!!

فمنذ أن بدأت الأزمة.. ونحن نواجه تعنتا اثيوبيا رهيبا.. ومراوغة وتحايلا غير مسبوقين.. فلم نأخذ من الاثيوبيين إلا مجرد وعود شفوية.. لا تسمن وﻻ تغنى من جوع.. بل اننا طلبنا أكثر من مرة.. صياغة هذه التطمينات الأثيوبية.. فى وعود وتعهدات مكتوبة.. فكانوا يتهربون ويراوغون.. لانهم لا يريدون التعهد باى شىء.. عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل.. و كأنهم يريدون القول.. بأن حصتكم التاريخية.. قد أصبحت فى ذمة التاريخ!!

فهم لا يريدون أبدا أن ترد على لسانهم مثل هذه العبارة.. حتى لا تكون اعترافًا صريحًا.. بحقوق مصر التاريخية فى مياه النهر.. لانهم من داخلهم لا يعترفون بهذه الحقوق.. وﻻ يريدون إعطاءها لمصر.. بحجة واهية.. وهى ان هذه المياه هبة من الرب لهم.. مثلها مثل البترول تمامًا..

فإذا كان العرب يبيعون لنا البترول.. فلماذا لا نبيع لهم المياه!!

وكنا قد رددنا عشرات المرات.. على هذه الحجة البالية.. وقلنا إن البترول يحتاج إلى إنفاق المليارات.. لاستخراجه من باطن الأرض.. أما مياه الأمطار التى تتساقط على اثيوبيا طوال العام.. فهى لأفضل فيها للاثيوبيين.. ولم يبذلوا فيها أى مجهود.. بل تنساب فى حوض النهر.. لتصبح حقوقًا لكل دول الحوض.. سواء أكانت هذه الدول.. دول منبع أو دول مصب!!

فالمقارنة بين البترول والماء غير صحيحة بالمرة.. ولو أراد الاثيوبيين أن يطبقوه فلن يقبله أحد.. وسنكون أمام حرب مياه قادمة لامحالة!!

فالمياه بالنسبة لكل المصريين ليست هزلا.. ولا بمكن التفريط فى نقطة مياه واحدة من حصتنا.. خاصة ونحن نعيش فقرًا مائيًا منذ سنوات.. بعد أن اصبح نصيب المواطن المصرى.. حوالى 400 متر مكعب من المياه سنويًا.. وهى أقل من نصف المعدل العالمى لاستهلاك المياه.. والمقرر بألف متر مكعب من المياه سنويًا.. لذلك فليس لدينا ترف الاستغناء عن نقطة مياه واحدة.. كما نقول دائمًا!!

وعلى الاثيوبيين ان يفهموا هذه الحقيقة جيدًا.. فنحن لن نكون فى يوم من الأيام.. ضد التنمية فى بلادهم كما يروج حكامهم.. ولكننا لا نريد ابدا.. ان تكون تنميتهم على حساب حياتنا.. ولن نقبل بذلك ابدا.. بل ولن يقبل حاكم مصرى ذلك.. ومن قبله لن يقبل الشعب بذلك!!

فلا تراهنوا طويلًا على صمتنا.. وطول بالنا.. فساعة اللزوم.. سترون «الوش التانى» من مصر و المصريين!!

أما طبيعة التحول الخطير.. الذى طرأ على الموقف السودانى.. وتفاصيله وأسبابه ومبرراته.. فهذا ما سيكون محور حديثنا فى مقالنا غدًا.. إن كان فى العمر بقية.