رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

بات من السهل بمكان معرفة دونالد ترامب على حقيقته عبر شهادات المقربين منه سواء مستشارين أو العاملين معه. شهادات تحمل رؤى موثقة خرجت للعلن لتظهره كشخصية فريدة فى غرائبها مثيرة فى سلوكها.بدا معها صاحبها كصخرة صماء فى تهوره واندفاعاته التى لا يمكن لأحد وقفها. شهادات موثقة بدأها «جيمس فولى» المدير السابق للسى آى إيه، وعرض إليها تفصيلا «جيمس كومى» المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى والذى أقاله ترامب فى التاسع من مايو من العام الماضى حيث يرى «كومى» أن ترامب كاذب ويفتقر إلى التعاطف، ويتسم بالنرجسية فضلا عن أنه عديم الاحساس بتبعات الحروب وغير جدير بالثقة وغير مؤهل أخلاقيا ليكون رئيسا لأمريكا. وجاء هذا فى كتابه « الولاء الأعلى: الحقيقة والأكاذيب والقيادة» الذى صدر الشهر الماضى.

يقول جيمس كومى فى كتابه:( هناك من رأى أن ترامب غير مؤهل ليكون رئيسا على أساس أنه غير مؤهل عقليا أو أنه فى مراحل مبكرة من الخرف. ولكنى أعتقد أنه غير مؤهل أخلاقيا ليكون رئيسا). ويبرر كومى شهادته تلك بأن ترامب الذى كان يجب أن يجسد الاحترام ويتقيد بالقيم التى هى جوهر الدولة ظهر عاجزا عن ذلك، فهو شخص لا يهمه سوى نفسه يكذب باستمرار ويلوث من حوله.شبه كومى رئاسة ترامب بأنها أشبه ما تكون بحرائق الغابات، ورأى أن أمريكا تدفع ثمنا باهظا لانتخابات 2016 التى جاءت برئيس غير أخلاقى وغير ملتزم بالصدق والقيم، فزعامته لا تستند إلا على الغرور فقط.وكان الكاتب الأمريكى «مايكل وولف» قد سبق كومى بكتابه» النار والغضب» الذى أصدره فى يناير الماضى، وهو الكتاب الذى أثار زوبعة كبرى حيث صور ترامب بوصفه جاهلا ولا يصلح للرئاسة.

ظهرت إدارة ترامب فاقدة للرؤية. تبنت استراتيجية زاخرة بالمتناقضات الجوهرية يتصدرها مزيد من الانخراط فى النزاعات الدولية حيث أعادت عشوائية اتخاذ القرار الصراع إلى الواجهة. ومن ثم تميزت فترة ترامب بالاتجاه نحو عدة صراعات دولية وهو ما يعنى صعوبة استقراء السيناريوهات المستقبلية بوضوح. عوضا عن ذلك ظهر ترامب حريصا على تقويض دور المؤسسة الدولية من خلال تقويض الأساس القانونى ليفرض قانون الفوضى الهدامة على العالم.

ولهذا كله فإن مصير هذا الترامب بات معروفا من الآن. حددته مجلة نيويوركر الأمريكية عندما ذهبت إلى أن أمريكا على وجه اليقين دخلت فى آخر فصل من فصول رئاسة ترامب. وأن هذا ليس من قبيل النبوءة بل هو ببساطة الحقيقة التى باتت واضحة للعيان...