عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

القضية المثارة حول تعريب المناهج الدراسية ابتداء من العام القادم، تثير العديد من الأسئلة المشروعة، المفترض أن نضعها صوب أعيننا قبل أن نتخذ أية خطوة، لأن إجابات هذه الأسئلة سوف ترسم ملامح مستقبل مصر فى السنوات القادمة، هذه الأسئلة يمكن أن نوردها فى الصياغات التالية: هل من فرق بين لغة العلم ولغة التعليم؟، وماذا لو اختلفت لغة التعليم عن لغة العلم؟، وما الذى يترتب على اختلاف اللغتين؟، السؤال الذي يجب أن نبدأ منه هو: هل للعلم لغة؟، وهل للعلم جنسية؟، وهل للعلم وطن؟.

الثابت تاريخيا أن للعلم لغة، وهى اللغة التي ينتج ويطور من خلالها، وهذه اللغة فى الغالب هى اللغة الإنجليزية، قد ينتج وقد يطور في لغة أخرى: الألمانية أو الفرنسية أو الروسية، لكنه فى النهاية ينقل إلى اللغة التي تتسيد علميا وعالميا، وهذه اللغة كما سبق وذكرنا هي اللغة الإنجليزية.

والطبيعي أن أصحاب اللغات الأخرى، خاصة الذين لا يشاركون في إنتاج العلم ويعتمدون فقط على استيراده وتوطينه في بلدانهم، الطبيعي أن يتعلموا العلم بلغته الأم لكي يتفهموه جيدا، ولكي يتمكنوا مستقبلا من مواكبة أية تطورات تدخل عليه، وربما قد يخرج من بينهم من يسهم أو يشارك في إنتاجه بالتطوير والتحديث.

تعالوا نتحدث عن علم الطب، وهو من العلوم القديمة بقدم البشرية، اليوم تطوره علميا وتقنيا يتم فى غير اللغة العربية، وقيام العرب بتعريبه يعنى توقف العرب بعلم الطب عند السنة التى عرب فيه الطب، بمعنى انقطاع أداة الوصل أو التواصل بين العرب ومنتجي ومطوري علم الطب، وهذه الأداة هى اللغة، ولتطوير الطب فى البلدان التى قامت بالتعريب سيعتمد على الترجمة، قيام أحد المتخصصين بترجمة أحدث النظريات، وهو ما سيؤدى إلى اتساع الهوة بين منتج ومطور الطب وبين مستورده، والهوة هنا مهارات، وتقنيات، ونظريات، وأدوات ، وأدوية، وسنوات، قس هذا على جميع العلوم التى تنتج وتطور فى لغات غير العربية، الفيزياء، الكيمياء، التكنولوجيا، الرياضيات، الهندسة ...

نخلص من هذا إلى السؤال الذي يجب أن نواجه أنفسنا به، هو: هل اللغة العربية لغة علم غير علوم القرآن والتاريخ؟، هل العرب يشاركون بلغتهم فى إنتاج العلم؟، هل يسهمون فى تطوير وتحديث العلوم المدنية؟، الإجابة لا، السؤال الثاني: ماذا لو قام العرب بتعريب العلوم في المدارس والجامعات؟، الإجابة: سوف يزدادون تخلفا على تخلفهم.

استدراك: عام 2012، تم وضع دستور جديد، عرف بدستور الإخوان، المادة رقم 12 فيه نصت على التعريب:« تحمى الدولة المقومات الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع، وتعمل على تعريب التعليم، والعلوم، والمعارف»، انتهى الكلام.

[email protected]