رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

جاء فى كلمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، أن أمريكا أنفقت 7 تريليون دولار منذ 81 عاما لحماية بعض الدول العربية. ولولا الحماية الامريكية ما استمرت هذه الدول يوم واحد. وأضاف، أنه لابد للدول العربية - المعنية - أن تدفع كامل ما تكبدته أمريكا وفورا.

طبعا هذا الكلام أشبه ما يكون بالهلوسة منه الى الجد، فيبدو أن الرجل يضحك على نفسه قبل أن يضحك على العرب. لقد نسى الرئيس ترامب أو تناسى أن الحماية التى فرضتها أمريكا لدول الخليج تحديدا – وطبعا هى الدول المقصودة –انما فرضت لحماية المصالح الأمريكية بالمنطقة. فأمريكا صاحبة المصلحة الاولى فى حماية منطقة الخليج، لأن أمريكا تكاد أن تكون هى الدولة الوحيدة التى تستغل خيرات وبترول الخليج، هذا فضلا عن أنها تكاد تكون الدولة الوحيدة التى تحصل على اغلب إنتاج البترول من هناك.

ولمن لا يعلم، فمنذ 80 عاما لم تكن إيران قوة تهدد جيرانها، بل كانت -حين ذاك -على علاقة طيبة بكافة دول المنطقة. وحين ظهر البترول فى دول الخليج، سال لعاب الجميع عليه، وكانت أمريكا هى وأول من هرع الى هناك، وطبعا إنجلترا التى كانت تستعمر اغلب دول الخليج. وسرعان ما وضعت أمريكا يدها على منابع البترول بواسطة شركاتها الضخمة المعروفة عالميا، وأصبحت هى المسيطرة على اغلب منابع البترول هناك. وبالتالي، كان لزاما عليها حماية شركاتها من أى اعتداء او تهديد. وبالتالي، فان الحماية الامريكية لمنطقة الخليج لم تكن حبا ولا دفاعا عن العرب بقدر ما كانت حبا ودفاعا عن المصالح الامريكية فى الحصول على البترول وكافة الخيرات الأخرى.

وحين تغيرت الأحوال فى إيران - بعد قيام ثورة الخومينى وطرد شاه إيران - أصبحت إيران قوة مؤثرة بالمنطقة، مما دفعها الى مناوشة دول الخليج بزعم أحقيتها فى بعض الجزر العربية المنتشرة فى الخليج العربى على اعتبار أنها صاحبة الحق على تلك الجزر، ومازالت هذه الخلافات قائمة حتى يومنا هذا. لقد اختلقت إيران هذه المشاكل أملا فى أن تحصل على جزء من الخيرات التى وهبها الله لدول الخليج، تارة بالترهيب والتهديد، وتارة عن طريق الترغيب. الأمر الذى دعى دول الخليج للسعى وراء الوجود العسكرى الأمريكى والانجليزى هناك، ومع ذلك فان موافقة أمريكا وحلفائها على إقامة القواعد العسكرية بالمنطقة كان بقصد حماية المصالح الأمريكية هناك، ولكى تكون تلك القواعد حائط صد أولى لما قد يحدث مستقبلا من حروب فى آسيا وخاصة من روسيا والصين.

ولما أشتد عود إيران، وأصبحت قوة حقيقية تهدد أمن إسرائيل بعد أن شرعت فى انتاج القنبلة الذرية، أثارت حفيظة أمريكا وحلفائها ضد إيران خشية اعتدائها على إسرائيل. وفى الحقيقة، فإيران هى الدولة الوحيدة بالمنطقة التى تمتلك مفاعلا ذريا يمكنه أن يخصب اليورانيوم ويستخلص منه القنابل الذرية، هذا الأمر – فى تقديرى - هو الذى دعى أمريكا وحلفاءها الى تزايد تواجدهم العسكرى فى المنطقة، ليس دفاعا عن العرب فى دول الخليج، ولكن بقصد الدفاع عن إسرائيل أولا وأخيرا.

هذا ما يبدو ظاهرا فى العلن على صعيد السياسة الدولية، ومع ذلك فإننى أشك كثيرا فى أن ما يدور خلف الكواليس يؤكد على وجود اتفاق سرى بين إيران وأمريكا وحلفائها يدفع إيران الى افتعال الأزمات فيما بينها وبين دول الخليج من أجل المزيد من التواجد العسكرى لأمريكا وحلفائها بالمنطقة بحجة حماية دول الخليج، فى حين أن حقيقة الأمر تقول ان الغرض من تواجد أمريكا وحلفائها هو حماية مصالحهم أولا، ثم حماية إسرائيل ثانيا. أما العرب فليس لهم أى قيمة حقيقية فى هذا التواجد العسكرى الانجلو أمريكى.

نعود ونتساءل، هل ما أفصح عنه الرئيس ترامب مجرد هلوسة أمريكية؟ أم أنه طمعا فى المزيد من أموال الخليج؟ أم اتفاق سرى بين أمريكا وإيران؟

وتحيا مصر.