رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

نعيش يوميا حالة من التربص، والترصد، والتصيد، الحكومة تتربص وتتصيد لمعارضيها، النخب لبعضهم البعض، والعامة فيما بينها وبين النخب والنظام والحكومة، معظمنا يترقب ويتصيد بكراهية لهفوات أو أخطاء الآخرين، يقبض بكل عنف على صيده ويؤوله، ويضخمه، ويجرسه، ويدفع بصاحبه إلى المقصلة بدون محاكمة أو حتى الإصغاء لأية مبررات أو إيضاحات أو تفسير للواقعة قد تزيل حالة الاحتقان والكراهية.

الجسم اللي مش جسمك جره على الشوك، تشويه، وخوض فى أعراض، وذمه، دون مراعاة لأطفال أو شباب أو فتيات في سن زواج، كراهيتنا لا تتوقف عند حد، ويصل بنا الإحساس بالكراهية إلى قطع رزقه ورزق أولاده.

معظمنا يحاول بكل كراهية، وغل، وحقد، وعنف القضاء على الآخر وإقصاءه من المشهد والوجود إن استطاع، والآخر هنا هو: أنا، وأنت، وهو، وهى، وهم، وهن، الآخر هو: جارك، وصديقك، وزميلك، وابن بلدك وقريتك ووطنك، الآخر هو: المعارض للنظام، وللحكومة، وللحزب، وللجماعة، والحركة، والنقابة، ولك أنت شخصيا، هو من: ينافسك، ويزاحمك في العمل والجيرة والمواصلات وفى الحلم.

قبل يومين ضبط عضو هيئة تدريس بكلية التربية جامعة دمنهور ينتقد الشيخ الشعراوى، جره القلم وأخذته الجلالة، حسب ما تردد ونشر، ووصف الشيخ الجليل رحمة الله عليه بالدجال، قامت الدنيا ولم تقعد، صدر قرار بإيقافه عن العمل، وآخر  بإحالته للتحقيق، وثالث بمصادرة الكتاب ومنع تدريسه للطلبة، اتهامه بتشويه الرموز، والطعن في الإسلام، تسريب الواقعة لوسائل الإعلام، إصدار بيان استنكار، الدفع بالطلبة وبالمواطنين إلى ممارسة الكراهية والعنف لمؤلف الكتاب، الإيعاز للبرلمانيين بإصدار قانون تشويه أو سب الرموز.

وماذا عن المتهم؟، لم يستمع إلى تفسيره  أو مبرره، ربما كانت زلة قلم، وربما كانت بحسن نية، ربما كان لا يقصد وخانه اللفظ، ربما الكثير، لكن المؤكد أنه كان على رئيس الجامعة أن يتريث، ويحقق، ويستمع لزميله، قبل أن يدفع به إلى المقصلة، خاصة وأن الخطأ الذي وقع فيه ليس بالجرم أو بالحجم الذى روج له، وكان يمكن أن يكتفى بسحب الكتاب أو تمزيق الصفحة أو الفصل، أو توجيه عقوبة ما داخل الجامعة.

 الشيخ متولي الشعراوى رحمة الله عليه لم يكن نبيا، وكان أستاذا وداعية يشار له بالبنان، ولو كان حيا ما التفت لما كتب عنه، فقد سبق وواجه رحمة الله عليه فى حياته ما هو أبشع وأفظع، أغلب الكتاب اليساريين ناصبوه العداء عن حق وعن باطل، وعن كراهية من نجاحه ومحبة الناس له، تربصوا، وتصيدوا، وهاجموا، وانتقدوا، وشوهوا، وسبوا، وطعنوا فى شرفه، وفى سمعته، وفى علمه، وفى توجهاته، لم يتركوا له شيئا إلا وشوهوه، والرجل رحمة الله عليه لم يلتفت إليهم، ولم يرد عليهم.

ما نراه اليوم فى واقعة أستاذ دمنهور وغيرها من الوقائع، هو صورة من صور العنف والكراهية، ما زرعناه ونزرعه نحصده ويحصده أولادنا من بعدنا.

 

[email protected] .com