عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

المتضرر الأكبر مِنْ غَرقة اﻷمطار كان المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.. أنا شخصيًا مُشفِق عليه، مع تقديرى لما يعمل ويبذل من جهد، لكن جهده وأعماله غرقت فى مياه المطر، وضاع هباءً إنتاج آلته الإعلامية، التى تطل علينا بكل وسيلة، من أى وسيلة تتحدث عن إنجازاته، وتفوقت مواقع الفيس بوك وتويتر ويوتيوب على إعلام الوزارة، وألقته طريحًا فى وَحْل الأمطار، فاقدًا القدرة على الدفاع، ولم يتوقف اﻷمر عند هذا الحد.. فلم يعد أحد يثق فى نشرات الإنجازات التى تتحدث عن بناء مُدن جديدة متطورة، فمثل هذا الكلام سمعوا أكثر منه عند إنشاء مدينة القاهرة الجديدة وغيرها من مُدن هيئة المجتمعات العمرانية، التى غرقت فى شبر «ميَّة»، وأتلفتها اﻷمطار وأساءت إلى سمعتها.. لم يعُد غالبية المصريين جاهزين لأن يُصدِّقوا أو على الأقل يقتنعوا بإنشاء مدينة هنا، أو شق طريق هناك، ما لم تتحسن أحوال مرافقهم القديمة.. ماذا يعنيهم مِن إنشاء طريق بطول ألف كيلو متر، وبأحدث المواصفات العالمية، والطريق القصير الذى يستخدمونه كل يوم مُتهالك وبه حُفَر ومطبات؟!.. ماذا يعنيهم من بناء مدينة عالمية ومدينتهم «الجديدة» مجاريها طافحة، وشوارعها مُظلمة؟!

صحيح أنَّ وزارة الإسكان ووزيرها لا يتحملان كل المسئولية عما حدث فى أزمة الأمطار.. وصحيح أنَّ مصر دولة جافة المناخ، لا تحتاج إلى شبكة تصريف مياه الأمطار.. وصحيح أنَّ بعض المواطنين يتحملون مسئولية تضخيم الأزمة.. وصحيح أنَّ منهم من خالف اشتراطات البناء وسكن فى «البدرومات» المُنخفضة بالمُخالفة.. وصحيح أنَّ معظم أصحاب المساكن الخاصة لم يُنشئوا مصايد لتصريف الأمطار، فتسربت إلى مساكنهم، فعَلَت أصواتُهم ولطموا خدودَهم، ولاموا المسئولين ولعنوهم وحولوها إلى مندبة.. وصحيح وصحيح وصحيح، ولكن الأصح أنَّ الحكومة فشلت كالعادة فى إدارة الأزمة ومواجهة «رخّة مطر».. الأصح أنْ تُشكِّل الدولة لجانًا لإدارة الأزمات فى جميع القطاعات، يتم تدريب أعضائها تدريبًا عاليًا ومُتخصصًا، على حُسْن وسرعة التصرف ومواجهة الطوارئ.. الأصح أنْ تُبادر الدولة بصيانة مرافقها ومبانيها وشبكاتها وطُرقها القديمة.

صحيح أنَّ ظواهر طبيعية تتحول إلى كوارث، تحصد الأرواح وتُدمر الممتلكات؛ بسبب الأمطار والسيول والحرائق والأعاصير والزلازل، فى دول مُتقدمة كأمريكا وكندا وفرنسا واليابان والصين وغيرها، ولم يلقَ المسئولون فى هذه الدول لومًا، ولم يطُلهم هجاء أو سب، كما طال مسئولينا، لأنهم هناك دائمًا فى أماكن الحدث، يعملون أمام الجميع بلا تخاذل، فينالون الشُكر والتقدير وإنْ راح آلاف الضحايا والمُصابين.

[email protected]