رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتأمل الكثير مما يقوله أو يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ دخل البيت الأبيض فى يناير قبل الماضى، وأتذكر كثيرين بيننا هللوا له، وقت أن كان مرشحًا رئاسيًا، ووجدوا فيه رئيسًا أفضل من هيلارى كلينتون التى كانت تنافسه على المنصب!

لقد خيب الرجل ظن كل الذين راهنوا عليه، أو تحمسوا لوجوده فى السباق الرئاسى، أو تفاءلوا بمجيئه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية!

وليس هناك واحد منهم إلا وهو الآن، فيما أتوقع، نادم على إنه تحمس له، أو تفاءل به، أو دعا الله أن يكون ترامب، دون كلينتون، هو الرئيس!

إن الرجل لم يجد أدنى حرج، ولا أى حياء، فى أن يتباهى خلال لقاء له هذا الأسبوع، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى عاصمة بلاده، بما لم يحدث أن تباهى به رئيس أمريكى سابق!

ولابد أن الذين استمعوا إليه، أو قرأوا تفاصيل كلامه، لم يصدقوا أنفسهم أن الذى يتكلم، ويتباهى، ويتفاخر، علنًا، هو الشخص الذى تحمسوا له للغاية، وقت ترشحه أمام هيلارى كلينتون.. ولابد أيضًا أنهم قد راحوا يفركون أعينهم ليتأكدوا من أن ما يسمعونه صحيح، ومن أن قائله هو دونالد ترامب نفسه، وليس شخصًا آخر!

لقد وقف إلى جوار ميركل يخاطب العالم عمومًا، والعرب خصوصًا، ويقول إن كل الرؤساء الأمريكان الذين سبقوه كانوا يعطون وعودًا حول القدس، ثم يتوقفون عند مرحلة الوعود، ولا يتجاوزونها خطوةً واحدة، ولا يجدون فى أنفسهم الشجاعة الكافية لتنفيذ ما كانوا قد وعدوا به!

إلا هو وحده!

لقد قرر فى ديسمبر الماضى الاعتراف بمدينة القدس، عاصمةً لإسرائيل، وقرر كذلك نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة، بغير أن يضع اعتبارًا لشيء ولا لأحد!

وهو لم يشأ أن يكتفى بهذا، ولكنه ألمح إلى أنه ربما يطير إلى القدس، منتصف هذا الشهر، لحضور احتفال اسرائيل بافتتاح سفارة أمريكا هناك!

ومن قبل كان قد حرض ابنته ايفانكا، وزوجها جاريد كوشنر، الذى يُعتبر أحد مستشاريه، بالاستعداد لحضور المناسبة والمشاركة فيها!

وقد كان كل رئيس أمريكى سابق يفكر فى هذا، ولكن أحدًا منهم لم يكن يذهب إلى تنفيذ ما يفكر فيه بهذا الشأن، لأنهم جميعًا كانوا يعرفون أن القدس الشرقية تخص شعبًا اسمه الشعب الفلسطينى، وأنها، بإقرار من الكثير من دول العالم، سوف تكون عاصمة الدولة الفلسطينية حين تقوم!

لم يعبأ ترامب بهذا كله.. بل إنه داس عليه بقدميه.. ولكن العرب لايزالون يستطيعون التعامل معه بما يحفظ كرامة كل عربى، إذا ما تكلموا مع إدارته لغةً واحدة، مشتركة ومفهومة، بدلًا عن ٢٢ لغة متقاطعة مع بعضها البعض!