رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

تحدثت فى مقالى السابق عن عودة الروح إلى حزب الوفد بعد أن تولى المستشار الجليل بهاء الدين أبوشقة رئاسة الحزب وتولى الدكتور هانى سرى الدين منصب السكرتير العام للحزب.. واعتبرته "البعث الثالث" للحزب؛ مر حزب الوفد العريق عبر تاريخه على مدار 99 عاماً بثلاث محطات رئيسية ومهمة أو بالأحرى ثلاثة «بعوث». الأولى منها كانت على يد المؤسس الزعيم خالد الذكر سعد باشا زغلول بعد نفيه وصحبه إلى جزيرة مالطا مما تسبب فى انفجار ثورة 1919، قاد سعد باشا الحركة الوطنية منذ عام 1918 وخطرت له فكرة تأليف الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى كان سعد زغلول يعقد اجتماعات سرية بمسجد وصيف، وتشكل الوفد من عبدالعزيز باشا فهمى وعلى شعراوى ومجموعة أخرى بقيادته، وبعد اندلاع الثورة وعودة الرفاق من المنفى سمحت إنجلترا للوفد المصرى بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح لعرض قضية استقلال مصر.

رفض مؤتمر الصلح طلبات الوفد المصرى، فاشتعلت الثورة المصرية، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقت القوات الإنجليزية القبض على سعد باشا ونفوه إلى جزيرة «سيشل».

عاد سعد باشا من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصرى، وشارك فى الانتخابات البرلمانية عام 1923، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح ليس له نظير، وهذا النجاح الساحق لحزب الوفد يعد البعث الأول على يد زعيم الأمة سعد باشا زغلول.

وجاءت ثورة يوليو 52، وعُطلت الأحزاب المصرية، ثم أُلغيت إلى أن سمح الرئيس أنور السادات فى 1978 بعودتها، وحمل فؤاد باشا سراج الدين على عاتقه "البعث الثانى" لحزب الوفد وأعتقد أن "البعث الثانى" أصعب من "البعث الأول"، فالأول خلقه مناخ الاستعمار واحتقان بلغ مداه من سلطة المستعمر، فكان لابد من عودة الوفد أما "البعث الثانى" فجاء وسط استقرار دولة يرأسها مصرى وحكومة مصرية، وأن تخلق معارضة مصرية لحكومة مصرية أمر فى غاية الخطورة، وتحمل فؤاد باشا هذه المهمة الصعبة، وخاض معارك عديدة وجمد الحزب نشاطه، واعُتقل الزعيم فؤاد باشا سراج الدين عام 1981، ثم أفرج عنه الرئيس مبارك ضمن مجموعة كبيرة من السياسيين، فانتهز فؤاد سراج الدين الموقف، وأعلن عودة حزب الوفد، ووقف قرار التجميد، وخاض الحزب وفؤاد باشا معارك مع هيئة قضايا الدولة التى دفعت بعدم أحقية عودة الحزب إلى نشاطه؛ لأنه حل نفسه واجتمع جهابذة القانون الوفديون وأثبتوا أن الحزب جمد نشاطه ولم يُحَل، فقررت محكمة القضاء الإدارى عودة حزب الوفد ليعود إلى ممارسة نشاطه السياسى عام 1984..

وتوالت السنون والأحداث، ثم جاء "البعث الثالث" على يد المستشار بهاء الدين أبوشقة وهو من أصعب المراحل التى مر بها حزب الوفد لأنها الولادة الثالثة، ولم تكن بالهينة؛ فقد مر الوفد بعثرات أفقدته الدهاء السياسى المبنى على الخبرة الشاملة فى أمور مصر، وسيطر عليه غياب الرؤية الاستراتيجية لمستقبل الوطن..

وما يلفت النظر أن كل من تولوا رئاسة حزب الوفد من خريجى كلية الحقوق عدا الدكتور السيد البدوى، خريج كلية الصيدلة، فبعد أن خاض المستشار بهاء الدين أبوشقة رئاسة الحزب فى انتخابات نزيهة ومنافسة شريفة بحق عاد الوفد إلى طريقه الحقوقى، ليشارك ويساهم بشدة وبقوة فى الحياة السياسية المصرية..

المستشار بهاء الدين أبوشقة لا يحتاج منى أو من غيرى لأن يسرد حياته، فهو قامة وقيمة قانونية وسياسية ينتظر منه شعب مصر الكثير والكثير لتسطع شمس الوفد من جديد.

يحضرنى فى هذا المقام أن أديبنا الكبير صاحب نوبل، نجيب محفوظ، عاش عمره بين حكومات وأنظمة وانقلابات وثقافات وتغيرات فى المجتمع المصرى إلا أنه فى أيام حياته الأخيرة، وهو على فراش الموت، كان يحلم بعودة سعد زغلول، ويقول لمحبيه إن سعد باشا زاره فى المنام.. هكذا كان يرى الأديب العالمى حزب الوفد منذ بدايته وقبل رحيله عن عالمنا، فالوفد قيمة وضرورى للحياة السياسية المصرية، وكما قال المستشار الجليل بهاء الدين أبوشقة: لا ديمقراطية بدون الوفد..

أجمل ما فى حزب الوفد أنك تراه كإحدى الظواهر الطبيعية الربانية، يظل كأنه الأب الذى يتحمل مراهقة الأبناء وعقوق بعضهم، ومع ذلك ينظف نفسه تلقائياً ويظل قائماً.

<>

ما يفعله محمد صلاح، ملك الكرة وملك قلوب المصريين والعرب والإنجليز، من إسعادنا جميعاً لدرجة أن كل المصريين يشجعون فريق ليفربول الإنجليزى من أجل الفرعون محمد صلاح، ألا يستحق على هذا جواز سفر دبلوماسياً، ليتكم تفعلون..

وأدعو وزيرة السياحة رانيا المشاط إلى أن تقيم حفلاً كبيراً عالمياً تحت سفح الأهرام برعاية الملك محمد صلاح، وأن تعد حملة إعلانية واسعة فى أوروبا، خاصة إنجلترا، وسيكون هذا الحفل هو الشرارة الأولى لعودة السياحة إلى مصرـ اعتبروه «حلم».

[email protected]