عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحتفل العالم يوم 24 ابريل بذكري مرور مائة عام علي مذابح الأرمن علي يد الإمبراطورية العثمانية في عام 1915م وهي مذابح ارتكبها الاتراك بحق الأرمن والسريان والأشوريين واليونانيين وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجي من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى

وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين ويقدّر الباحثين اعداد الضحايا الأرمن ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة بجانب مجموعات عرقية  أخرى تم قتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والآشوريين واليونانيين والكلدان وغيرهم .

وتعد هذه المجازر الأكبر في تاريخ الإنسانية وكانت بسبب رغبة الأتراك في تهجير الأرمن من مساكنهم ووطنهم بعد سيطرة الدولة العثمانية عليه فعندما رأت تركيا أنها ستخسر الحرب وبعض الدول الخاضعة لسيطرتها ترغب في الاستقلال بدأت ترسم حدودها بحيث تبقى هذه الدول تحت سيطرتها ومنها الأماكن التي يعيش فيها الأرمن.

عاش الارمن منذ القرن الحادي عشر في ظل إمارات تركيا متعاقبة كان اخرها الإمبراطورية العثمانية وقد اعترف العثمانيون بحقوق الأرمن كاملة وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخرا وقد نالت خلال هذه الفترة العديد من الشعوب استقلالها ومنها اليونان والصرب والبلغار كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والبوسنيين وهو ما ادي الي ردود فعل عنيفة ضدهم  ويتهم السلطان عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية ففي عهده نفذت العديد من المجازر حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متعددة وقد بدأت عمليات التصفية بين عامي 1894م-1896م .

وخلال فترة الحرب العالمية الأولى قام الأتراك بإبادة مئات القرى شرقي البلاد في محاولة لتغيير معالم تلك المناطق لاعتقادهم أن الأرمن قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن كما اجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد انهاكهم غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى عام 1915م حيث قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينة ثم أمرت جميع العائلات الأرمنية في الأناضول بترك ممتلكاتها والإنضمام إلى القوافل التي تكونت من مئات الألاف من النساء والأطفال في طرق جبلية وصحراوية قاحلة وقد تم حرمان هؤلاء من المأكل والمشرب والملبس فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شارك بها وترك الباقون في الصحاري .

وقد ارتكبت أبشع الفظائع بحق الآلاف من الأرمن حيث جميع رجالهم في اليوم الأول من المسيرة وبعدها تم الاعتداء على السيدات والفتيات الصغيرات بالضرب كما سامحوا  لسكان القري التي عبروها باختطاف النساء والاعتداء عليهم وكان ذلك يحدث علناً في الشوارع وقد أمرت الحكومة التركية موظفيها بتهجير الأرمن كما كانت هناك أوامر داخلية للأهالي بتهجير وقتل الأرمن بعيدا عن الجيش ومؤسسات الدولة التركية وقالوا للأتراك إن منازل وممتلكات الأرمن ستكون لهم بعد تهجيرهم وبهذه الطريقة جذبوا افراد الشعب لهذه المجزرة وتم تهجيرهم بالفعل لصحراء دريزارول وكان الأتراك يقتلون السيدات الحوامل ويبقرون بطونهن ويلقون بالأرمن في الأنهار   .

ويتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون غير أن الحكومة التركية تصر أن العدد هو 300 ألف أرمني فقط بينما يشير الأرمن إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين والسريان والكلدان واليونانيين .

ومع استمرار إنكار الإبادة الجماعية للأرمن من قبل الدولة التركية دفع ذلك العديد من الحكومات بالاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للأرمن وقد اعترفت 20 دولة و 42 ولاية أمريكية بالإبادة الأرمنية وفي 4 مارس 2010م صوتت لجنة من الكونجرس الأميركي بأن الحادث كان إبادة جماعية كما اعترفت رسميا بالإبادة الأرمنية الأمم المتحدة  والبرلمان الأوروبي ومجلس الكنائس العالمي ومنظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة وجمعية حقوق الإنسان التركية ميركوسور وغيرهم من المنظمات الدولية .

كما اعترفت عدد من الدول رسميا بالإبادة الأرمنية وهي أرمينيا واليونان وفرنسا والأرجنتين وبلجيكا  وكندا وتشيلي وقبرص وإيطاليا ولتوانيا وهولندا ولبنان وبولندا وروسيا وسلوفاكيا والسويد وسويسرا وأوروجواي وفنزويلا والفاتيكان وأيضا اعترفت عدد من المقاطعات في العالم بالإبادة الأرمنية وهي اقليم كتالونيا  وإقليم الباسك في اسبانيا والقرم في أوكرانيا وجنوب أستراليا ومقاطعة كيبك في كندا ويلز في المملكة المتحدة و 42 ولاية في الولايات المتحدة الأميركية.

ورغم كل ذلك يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل الطرق وقف الاعتراف الدولي بالمذابح الارمنية او الجريمة الكبرى كما يطلق عليها ولكنة في غمرة هذه المعركة يتناسى أن جرائم الإبادة لا تسقط بمرور الزمان وأنه وريث لهذه المجازر التي ارتكبت بحق الإنسانية وبكل تأكيد التاريخ يعيد نفسة مرة اخري حيث تقوم الجماعات الإرهابية في سوريا والتي تحظي بدعم مباشر وقوي من الرئيس التركي بمذابح ومجازر ممثلة بحق العزل من أبناء الشعب السوري وكما تم في الماضي تدمير وطمس هوية الأرمن في تركيا تقوم تلك الجماعات بنفس الدور اليوم في سوريا والعراق وليبيا واليمن .

أخيرا ... سياسات الرئيس التركي القمعية واحلام إعادة  الإمبراطورية العثمانية ستكون سبب مباشر في انهيار الدولة التركية في القريب العاجل وهي سياسات سيدفع بسببها الشعب التركي ثمن باهظ نتيجة الاحلام الاستعمارية لقادة الدولة التركية .

[email protected]