رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

تستوقفنا عبارة بالغة الأهمية فى الخطاب الذى ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس بمناسبة الذكرى الـ 36 لتحرير سيناء.. تلك العبارة التى أكد فيها الرئيس أن قوى الإرهاب العالمية استطاعت استغلال حالة الفوضى السياسية فى المنطقة لاحتلال أراضٍ فى الدول الشقيقة.. وأن هذه القوى يزين لها الوهم أنها تستطيع فعل ذلك فى أرض مصر.. فى إشارة واضحة ومباشرة إلى الحرب الدائرة ضد عصابات ومرتزقة الإرهاب فى سيناء.. حيث استبدل الرئيس هذه العبارة بأخرى قال فيها: «إن الأطماع فى سيناء لم تنته».

•• بل نقول:

إن الأطماع الاستعمارية فى مصر كلها لم تنته.. وإن هذه الحرب الدائرة على أرض سيناء تستهدف سقوط مصر كلها لا قدر الله فى دائرة الفوضى السياسية المؤدية إلى الدمار والاحتراب والتقسيم.. وفقا لسيناريو «الفوضى الخلاقة» الشيطانى الذى أنهى عمليا وجود 4 دول عربية شقيقة.. هى العراق وسوريا وليبيا واليمن.. بينما تقف مصر.. الشعب والجيش والقيادة.. صامدة قوية أبية.. تذود عن أراضيها وسيادتها ووجودها.. بكل ما أوتيت من قوة الإرادة والإيمان والسلاح والتلاحم الشعبى والوطني.. وستبقى عصية على السقوط فى هذا المستنقع.. ولن تضعف أو تلين أو ينال منها عبث القلة من الموتورين والمرجفين والمتآمرين ودراويش «الخلافة الإسلامية» وتجار الدين وحنجورية الثورة والمنتفعين وأغنياء الحروب.

•• الاستعماريون الجدد

صدروا لمنطقتنا العربية سياسات فوضوية فجرت الأزمات وأججت الصراعات وأشعلت الحروب.. وصنعوا ونشروا ودعموا ومولوا عصابات الإرهاب وحولوها إلى جيوش نظامية مسلحة بأحدث أسلحة القتل والتخريب والدمار.. لكى يستبيحوا أراضى دول المنطقة وينتهكوا سياداتها ويسرقوا ثروات شعوبها ويعبثوا بمقدراتها.. وكان سلاحهم فى ذلك هو نشر الفوضى السياسية وخداع الشعوب بشعارات براقة ظاهرها الإصلاح وباطنها الشر والدمار.. مثل الديمقراطية وحقوق الانسان.. واشتروا بأموالهم القذرة ذمم وضمائر وولاء الكثيرين من مرتزقة السياسة والانتهازيين والخونة.. لنشر مخططاتهم وخداع البسطاء بشعاراتهم وأكاذيبهم وأفكارهم المضللة.

•• انظروا إلى ما حدث

فى العراق.. حيث قادت الفوضى السياسية والنزاعات والصراعات الطائفية الدولة الشقيقة إلى الفشل والخراب والتقسيم.. والإفلاس المالى بعد أن كانت العراق واحدة من أغنى وأكبر الدول المصدرة للبترول.. حدث ذلك لأن قوى خارجية دولية استطاعت أن تصنع باسم الإصلاح السياسى تنظيما سياسيا ملغوما بقوى سياسية واجتماعية وطائفية متناحرة.. وأحزاب أيضا.. لم تجتمع الا على إرادة تقسيم الوطن وتفتيت أراضيه وفك لحمته الوطنية والشعبية.. وانتهى أمر الدولة ربما إلى الأبد.

وفى سوريا.. حيث نجح الاستعماريون فى تفجير الخلافات الداخلية وإشعال الصراعات المذهبية والطائفية وتحويلها إلى حرب أهلية مدمرة.. انتهت إلى تحويل الدولة السورية إلى ساحة قتال وصراع بين قوى خارجية وجيوش دولية استباحت أراضيها ودمرت حضارتها وأزالت مجدها وشردت شعبها الذى أصبح الآن شعبا من اللاجئين فى معظم دول العالم.     

وفى ليبيا.. التى أصبحت نموذجا صارخا للفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية بعد أن عجزت القوى التى أطاحت بنظام معمر القذافى عن تأسيس دولة بديلة تحافظ على الثروات الهائلة لهذا البلد الذى كان أغنى دول القارة السمراء الغنية بالبترول.. وفى ظل هذه الحالة من الضعف والفوضى للدولة الليبية استباحت عصابات الارهاب أراضيها.. وتمددت بداخلها وأصبحت مركزا لعمليات تنظيم داعش الإرهابى ولتصدير مرتزقته ومخربيه إلى باقى دول الجوار.

وفى اليمن.. انهارت الدولة واستولت جماعة الحوثى الإرهابية على الحكم واشتعل الاقتتال الطائفى والقبلى وتفجرت من جديد النزعات الانفصالية التى أدخلت الدولة فى حال من الفوضى والخراب والدمار.. وأصبح الشعب اليمنى يعيش مأساة إنسانية حقيقية تحت ضغط أزمات نقص الغذاء والعلاج والمأوى.

•• كل هذه

رسائل واضحة بأن انتشار الفوضى السياسية وغياب الاستقرار الأمنى وانتشار الصراعات وضعف التنظيم السياسى هى مؤشرات تشكل خطورة أكبر بكثير على الدولة أى دولة من أى مؤثرات أخرى.. اقتصادية أو اجتماعية.. وأن التصدى لهذه الفوضى ومنع انتشارها مسئولية كبرى تقع على عاتق الدولة وكل القوى الوطنية.. يجب أن تعلو وتسمو فوق أى اعتبارات.. وتستحق كل التضحيات.