رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقة عربية

تمثيلية استخدام غاز السارين، ثم تمثيلية ضرب مواقع سورية بصواريخ 3 دول عظمى، ما هى إلا فصل مهم ورئيسى للاقتراب من حل معضلة تقسيم الحلويات الشامية بين أطراف اللعبة على الأراضى السورية الممزقة، وكل طرف يحاول تثبيت وجوده بوضوح، وتثبت حقه على الأرض، بل ورسم حدود لها لا يسمح لأحد بالاقتراب منها أو التصوير، بل عندما يريد الآخرون ضرب مكان ما يحدد لهم الأماكن المسموح لهم بالاقتراب والضرب فيها، وهذا بالضبط ما حدث فى سوريا، بعدما تمكن الطرف الروسى مع صاحب الأرض السورى من تطهير الجيوب المحيطة بالشام العاصمة، أى الغوطة، جنة الله على الأرض بما تحوى من خيرات الطبيعة وفواكه وأنعام، واقتراب التأمين الكامل للعاصمة دمشق، وهذا لن يرضى أمريكا، ولن تترك الأمر يمر هكذا، دون ان يكون لها بصمة، وموضع قدم حتى لا تخرج من الشام بلا حلويات أو حمص، فقررت التنغيص على الروس والسوريين فى وقت واحد، وتم افتعال عملية ضرب دوما بالغاز الكيماوى السام، وتمثيلية رش الأطفال والكبار بالماء. وكأن هذا الكيماوى القاتل علاجه الرش بخرطوم المياه.

وقد فضحتهم وسائل الإعلام الغربية وأحضرت الأطفال الذين تم الدفع بهم إلى الموقع، وتناولتهم واعترافاتهم وقصصهم عبر شرائط الفيديو، والصحف الأمريكية ووسائل التواصل،  وظهرت آثار الضربة المصطنعة على الواقع السورى، وانتهت، وذهب كل إلى عمله وكأن شيئا لم يكن، سوى هدم بعض المخازن الفارغة، وإصابة نحو 4 اشخاص، وظهر بشار الأسد فى حالة معنوية جيدة، وتوجه إلى مكتبه يتفقد أحوال شعبه، وكأنما ينفض غبار العدوان الثلاثى من على طرف بدلته الرسمية، ثم جاء المفتشون بعد ضرب المواقع الخالية،  وتمت عرقلتهم قليلا، وحتى يمكن القول إن الروس والأسد يزيلون آثار العدوان الكيماوى، وكأن هذا العدوان القاتل بغاز السارين يمكن إزالته بقطنة أو رشة كما فعلوا.

ولكن السوريين أعلنوا الانتصار على العدوان وأنهم أسقطوا 71 صاروخًا من إجمالى 105 صواريخ أطلقها ترامب وأعوانه، واحتفل الشعب السورى الطيب بالانتصار على أنغام الصواريخ التى أضاءت سماء الشام، معلنة الوجود الأمريكى وحلفاءهم بقوة فى لعبة اقتسام الحلويات الشامية، وأن الروس لم يعودوا وحدهم بل يوجد من يشاركهم وبقوة، ولن يستطيع الروس الهروب من هذه الحقيقة، بل اعتمدوها ووثقوها، وأعطوا الأمريكان بيانًا كاملاً بالأماكن التى يجب ان يضربوها، ولا تؤثر فى وجوده أى الروس، بل لتعلن ان الأمريكان هنا، ولستم وحدكم المسموح لكم باقتسام الحلويات الشامية بمفردكم، وكانت الرسالة واضحة وحاسمة، وتم توجيهها بوضوح لكل الأطراف، واستوعب الروس اللعبة، ورضخوا لها، وتلقف القادة والزعماء القصة عشية عقد قمتهم فى الرياض، وتجاهلوا ان تكون على جدول أعمالهم، كما تجاهلوا ان تكون قطر الحاضر الغائب أيضًا على جدول الأعمال، وهى أحد الوكلاء اللاعبين فى الشام بوضوح منذ بداية القصة، وكأن هذا التجاهل جزء من الحل، ولكنه جزء من المشكلة.

والأنكى ان الأمريكان بعدما أعلنوا الانتصار وانتهاء العملية، وأن كل صواريخهم اصابت الأهداف ولم تتصد سوريا ولم تسقط أى صاروخ، انهم يرغبون فى الخروج من سوريا، بعدما كان ترامب قد أعلن انه مستعد للبقاء على حساب السعودية، وتراجعه التكتيكى هنا محاولا ان (تشيل) السعودية كل (الشيلة) نيابة عنه، وترسل قواتها لتحل محل القوات الأمريكية، ولا مانع ان تضم قواتٍ من عدة دول عربية حليفة، وهو جاد فى هذا ليرضى الرأى العام الأمريكى، ولكنه فى منتهى الخبث والذكاء، لأنه يعلم ان السعودية لن تتورط فى هذا، وأن الواقع العربى رغم كل التشرذمات التى صنعتها الدوحة لن يسمح بالمواجهة العربية العربية، والسعودية تكفيها ورطة اليمن.

الخلاصة، الكل الآن يرسم ويحدد حجم قطعة الحلويات الشامية التى يمكن ان يلتهمها، وسقطت كل الأقنعة، بعدما أصبحت الشام ألف قطعة وقطعة، وصباح الخير يا عرب.