ضربة البداية
لم يعد فوز النجم المصرى الكبير محمد صلاح بأى جائزة جديدة غريبًا أو مفاجئًا للجماهير المصرية التى تعودت من نجمها الكبير أن يكون فى القمة دائمًا ويحصد كل الألقاب ويكسر كل الأرقام القياسية القديمة.. تعودنا من صلاح ان يكون فى المقدمة وأن يرسم بنجاحاته المتتالية ابتسامة على وجه كل مصرى يرى فى صلاح (النموذج) الذى يجب أن يحتذى به.
أكد محمد صلاح أن أى شخص يسعى لتحقيق حلمه يجب أن يمحى من قاموس حياته كلمة (مستحيل).. وتعد مقوماته الشخصية أهم مليون مرة من موهبته الكروية ومهاراته العالية وأبرز هذه المقومات التواضع والثقة فى الله أولا ثم الثقة بالنفس، ولذلك لم يشعر بأى غربة أو خوف أو قلق وهو يتنقل بين الأندية والدول الأوروبية ويزامل لاعبين من مختلف الجنسيات ولم يختلف عليه أى منهم، ولم يشعر يومًا بأنه أقل منهم بل نجح وتفوق عليهم والأهم من كل هذا انه نجح فى ان يحظى باحترام وحب الجماهير التى لعب لأنديتها وآخرهم ليفربول الإنجليزى.
إذا جلست مع صلاح تجده شابًا عاديًا متواضعًا دمث الخلق، مصلى، بارا بوالديه وجيرانه، يستمع أكثر مما يتكلم، فخورا بقريته (نجريج) و منتميًا لطين مصر.. عاشقا لتراب بلده وليس بخيلا على مصر ولديه استعداد بأن يضحى من أجلها بأغلى ما يملك.. ومهما علا شأنه فهو يدين بالفضل لناديه الذى صنع اسمه فى بداياته ولم يقف أمام رغبته فى الاحتراف المبكر (المقاولون العرب)، ويحرص صلاح على التواصل مع ناديه وزيارته وتقديم النصيحة للناشئين.
مقومات هذا النجم يجب ان تكون (محل دراسة) فى جميع الأندية وان يكون قدوة لكل الناشئين وان توضع صورته فى مدخل جميع الأندية ومراكز الشباب ووزارة الرياضة واللجنة الأولمبية حتى يكون أمام أعين الجميع فيتذكر أى لاعب أن عليه إذا أراد الوصول إلى القمة ان يسلك نفس سلوك الفرعون المصرى (صائد الألقاب) الذى تحول إلى (أسطورة) بمعنى الكلمة.
وأطرف ما فى قصة صلاح انه لم يخرج من الأهلى أو الزمالك اللذين يتسابق النجوم على الانضمام لأى منهما حتى لو كان على قناعة انه سيجلس على دكة البدلاء ولن يكون له مكان فى التشكيلة الأساسية، تفكير محدود وقاصر جدًا.. لم يفكر صلاح بهذه الطريقة فقد كان حلمه أكبر من الأهلى والزمالك تمسك بهذا الحلم وكافح من أجل تحقيقه فاستحق ان يكون أحسن لاعب فى الدورى الانجليزى الذى كنا لا نستطيع الاقتراب منه.. اكد صلاح ان مصر تحتاج إلى مليون صلاح حتى تتحقق نهضتها فى جميع المجالات .