رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

دأبت مؤسساتنا الإعلامية التقليدية الوقوف فى موقف العاجز إزاء حملات من كل لون وصنف تستهدف الوطن فى كل خطوة يخطوها. فتارة تتحالف هذه الحملات مع الحفنة الضالة التى رفعت السلاح ضد أبناء الشعب وتتباكى عليهم وعلى ما تدعى أنه ظلم أحاط بهم، وتارة أخرى تنسج الأخبار الكاذبة التى تحمل هجمات شعواء على مصر والمصريين متباكية على أوضاع حقوق الإنسان فى الوطن الذى كان مهد الحضارة الإنسانية، وشهد ميلاد فجر الضمير.

وفِى آخر شكل من أشكال هذه الحملات رأينا القرار الذى اتخذته هيئة اليونيسكو بتكريم أحد السجناء فى مصر والموجهة إليه اتهامات بالإرهاب. فقد ذكرت الأنباء أن منظمة اليونيسكو قررت منح جائزة للمصور الصحفى محمود أبوزيد «شوكان» المحبوس احتياطيًا على ذمة اتهامه بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية منها القتل العمد والتعدى على رجال الشرطة وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة. وخيرًا فعل الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب حين طالب اليونيسكو بأن تبتعد عن السياسة وتركز فى مهام عملها طبقا لما هو منصوص فى لائحتها الأساسية التى تحدد مهامها فى التربية والعلوم والثقافة.

وهذه الواقعة هى أحدث ما فى جعبة العالم الغربى من افتراءات على مصر والمصريين، ولكنها حتما لن تكون آخر هذه الحملات. فنحن نعيش فى عصر الفوبيا. فوبيا من الآخر، فوبيا من المختلف وفوبيا من الغريب بشكل عام. وها نحن نشاهد كل يوم الحملات العنصرية التى تشن ضد اللاجئين الذين اضطرتهم ظروف الحرب والقهر والمعاناة فى الشرق الأوسط وإفريقيا إلى اللجوء إلى بعض الدول الأوروبية. وينسى هؤلاء العنصريون أن بلادهم كانت المساهم الرئيسى فى تشريد هؤلاء المساكين. وتتضاعف معاناة هؤلاء اللاجئين إذا ما كانوا من المسلمين. إذ تجتاح دول الغرب موجات عدائية ضد المسلمين، وبات مصطلح الإسلاموفوبيا من المصطلحات الشائعة الاستخدام فى عصرنا الحديث.

ولا شك أن البعض منا له إسهام وافر فى تغذية مشاعر الكراهية فى المجتمعات الغربية. فعن طريق العمليات الإرهابية التى تستهدف المسالمين من البشر الذين يوقعهم حظهم العاثر فى طريق رصاصات إرهابية غادرة، أو أمام مركبة جانحة يسعى قائدها إلى دهس كل من يصادفه فى طريقه من الأبرياء، وقيام الجماعات المتأسلمة بادعاء مسئوليتها عن مثل هذه الحوادث، ترسخ فى الضمير الغربى تلازم الإرهاب والإسلام. وينسى الجميع، أو يتناسون، أن عدد ضحايا المسلمين من الإرهابيين يفوق عدد ضحايا غيرهم، وأن العمليات التى تجرى بصورة عشوائية لا تستثنى المسلمين من عنفها، وتولى الإعلام الغربى المعادى مهمة تعميق مشاعر العداء ضد الإسلام والمسلمين، ولَم ننس بعد أزمة رسوم الكاريكاتير التى كانت تسخر من الرسول الكريم عليه صلاة الله وسلامه.

ووسط هذه الصورة الحالكة الظلام ظهر شعاع من النور متمثلا فى محمد صلاح نجم كرة القدم المصرى العربى المسلم الإنسان العالمى. نجح محمد صلاح فيما فشلت فى تحقيقه هيئات ومؤسسات إعلامية، فقد تغنت بحبه جماهير الملاعب فى كل مكان، ورددت اسمه المدرجات بعد أن دللته قائلة «مو صالا». لقد نجح «مو» فى تحقيق ما فشل فيه الآخرون لأنه إنسان صادق، أخلص إلى لعبته وأعطاها ما تستحق من وقت وجهد وعرق، فأعطته نجاحًا وحبًا جماهيريًا يفوق بكثير ما أعطته لغيره. وبفضل صلاح أعادت الجماهير النظر فى فكرتها عن الإسلام والمسلمين، فقد أظهر صلاح أجمل ما فى الإسلام من نقاء وعفة وطهر. وأصبح «مو» مؤسسة إعلامية فريدة.