عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بمناسبة ما حققه اللاعب المبدع والموهوب محمد صلاح من إنجازات على الساحة الدولية، يجعلنا نعود مرة أخرى لنتساءل: أين اختفى المبدعون المصريون؟

لا شك أن الإنجاز الأخير الذى حققه اللاعب الكبير محمد صلاح، أثلج صدور المصريين جميعًا وأدخل البهجة والفرح فى نفوسهم، ورفع راية مصر عالية فى الداخل والخارج. لقد حصل محمد صلاح الأحد الماضى على جائزة أحسن لاعب كرة قدم فى إنجلترا هذا العام. كما سبق له أن حصل على جائزة أحسن لاعب على مستوى إفريقيا. هذا فضلا عن الجوائز العديدة الأخرى، التى حصل عليها سواء فى الدورى الإيطالى أم الدورى الإنجليزى.

لقد تفوق اللاعب الموهوب محمد صلاح على جميع لاعبى كرة القدم المصريين المعاصرين فى عدد الجوائز والبطولات التى حققها، هذا فضلا عن أنه صاحب الفضل الأول فى وصول مصر إلى نهائيات كأس العالم فى روسيا يونيو القادم. ألف مبروك لمصر بهذا الشاب الموهوب، وألف مبروك أيضا للاعب محمد صلاح، ليس لأنه أفضل لاعب على مستوى إفريقيا وإنجلترا فحسب، بل لأنه أيضا فخرا لمصر فى الوطنية والعطاء المستمر للمؤسسات الخيرية، وكذا لتضحياته الأخرى لأهل بلده وقريته، فهو إنسان مصرى وطنى نفخر به وبأمثاله فى كل البطولات التى يحققها.

يأتى بعد ذلك السؤال الذى سبق وأن طرحته أكثر من مرة فى مقالات سابقة: أين اختفى المبدعون المصريون؟ حين كانت مصر 20 مليونًا أو أقل كانت مصر تزخر بالعديد من المبدعين فى كافة المجالات، سواء فى الأدب أو الفن أو الثقافة أو الرياضة أو العلوم وكل الأنشطة الأخرى. لقد كان فى مصر مبدعون ونوابغ نفخر بهم جميعا. فعلى حد ما أتذكر كان فى الأدب الدكتور طه حسين، ومحمود عباس العقاد، ونجيب محفوظ، وفى الشعر أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، وفى الفن أنور وجدى ونجيب الريحانى، وفى الغناء الكوكبة أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب، وفى الرياضة إسحاق حلمى أول سباح مصرى يعبر بحر المانش، وخضر التونى بطل العالم فى رفع الأثقال، وفى كرة القدم صالح سليم والضظوى. كل هؤلاء وغيرهم الكثير من الكوكبة والأعلام الذين شهد لهم العالم كله.

ماذا حدث لمصر؟ لماذا اختفى أمثال هؤلاء من المبدعين والمواهب؟ لقد زاد تعداد مصر إلى مائة مليون أو أكثر، وفى نفس الوقت نضبت الكفاءات والمواهب. لقد أصبح من النادر أن نسمع عن أحد المبدعين هنا أو هناك، فى حين كان من المفروض أن تتضاعف أعداد القمم والمواهب فى كافة مناحى الحياة، ومع الأسف الشديد فالذى حدث كان العكس تماما. ما أريد قوله، أن هناك بالضرورة سببًا وراء اختفاء المواهب عن الساحة المصرية. ولكن، هل يا ترى هل السبب يعود إلى سنوات الظلام التى عشناها فى الماضى والتى اختفت فيها الحرية والديمقراطية؟ أم أن سوء التعليم هو السبب؟ أم انهيار القيم والأخلاق؟ ام اختفاء القدوة الحسنة؟

فى تقديرى، فإن كل ما ذكرته من أسباب وقف حجر عثرة فى طريق المواهب والمبدعين المصريين، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن. مصر مثلها مثل باقى الدول الأخرى كان لابد أن تتقدم للأمام، ولكن - مع الأسف الشديد - انهمكت فى حروب عديدة لا ناقة لها فيها ولا جمل بسبب حكم الفرد الذى ضن فى الماضى على شعب مصر بالحرية والديمقراطية، فكان السبب فى وأد الكفاءات من المواهب والمبدعين، الأمر الذى ترتب عليه فرار الكثير منهم إلى خارج البلاد طالبين الحرية والديمقراطية، فلجأ البعض منهم إلى الدول العربية والآخرون لجأوا إلى الدول الأجنبية، حتى العمال المهرة والمهنيون الممتازون تركوا مصر.

أتمنى مع بداية المرحلة القادمة من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تولى الدولة الاهتمام الأكبر للموهوبين والمبدعين أمثال اللاعب محمد صلاح، وأن تفتح لهم الأبواب والنوافذ حتى يقدموا المثل والقدوة الحسنة التى تشجع أبناءنا وبناتنا من شباب مصر على الإبداع والتقدم فى كافة مناحى الحياة، حتى يرفعوا راية مصر عالية خفاقة إن شاء الله.

وتحيا مصر.