رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أتطرق فى مقالى هذا إلى أحد أفضل النظم التعليمية فى العالم طبقًا للأبحاث والدراسات الحديثة وهو النظام التعليمى فى فنلندا، وقد اعتمدت فنلندا على عدة معايير مما جعل النظام التعليمى بها الأفضل فى العالم وأول هذه المعايير أن احترام التعليم جزء من الهوية والثقافة الوطنية وثانى المعايير يجب اختيار المعلمين ذوى الكفاءة العالية ولابد أن يكونوا حاصلين على درجة الماجستير وثالث المعايير يعتمد على ساعات عمل أقل وراحة أكثر ويمكث المعلمون فى الفصول لمدة أربع ساعات يوميا على مدار عشرين ساعة أسبوعيًا ورابع المعايير أن لا عزل بين الطلاب على أساس مستواهم التعليمى لتضييق الفجوات بين الطلاب الأعلى والأدنى فى مستوياتهم التعليمية وخامس المعايير يشير إلى الارتباط بين المعلم والطالب ويدعم ذلك عدد طلاب كل فصل دراسى الذى لا يتعدى عشرين طالبًا.

وأما المعيار السادس هو المساواة بين الطلاب سواء كانوا فى مناطق فقيرة أو غنية ريفية أو حضارية فالجميع يعمل وفقًا لأهداف قومية واحدة وأضيف إلى هذه المعايير ارتفاع نسبة المقبلين على التعليم الجامعى حيث تصل نسبة الخريجين فى فنلندا إلى 93% متفوقة على الولايات المتحدة بنسبة 17.5% رغم أن إنفاق فنلندا على التعليم أقل من الولايات المتحدة ويعتمد نظام التعليم فى فنلندا على فلسفة تربوية  منبثقة من ظروف الحياة المعيشية والاطلاع على تجارب الآخرين والتأثّر بها فى إطار عادات وتقاليد الشعب الفنلندى، وعلى الجانب الآخر نجد أن المدارس حكومية ومدعومة وممولة من الدولة ولا فرق فى المستوى بين مدارس المدن أو الأحياء الميسورة والمدارس فى مجتمعات قروية أو أحياء شعبية بينما حظ المدارس الخاصة فى فنلندا شبه معدوم ولا تشجع الدولة على فتح مثل هذه المدارس ويضمن دستور البلاد حقّ التعليم المجانى للجميع وفى كل المراحل الدراسية ولا فصل أو عزلة للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بل يتعلّمون مع بقية الطلاب ويهدف التعليم الفنلندى أيضًا إلى تنمية شخصية الطالب المتكاملة فى الجوانب العقلية والبدنية والنفسية والروحية والاجتماعية والجمالية وإكساب منظومة قيم إيجابية للطلاب تتمثّل فى غرس قيم العدل والتسامح والتعددية وثقافة الاختلاف مع الآخر والانتماء والعطاء.

وتوفّر دولة فنلندا للطلاب مؤسسات ومدارس عصريّة ؛ فالمبانى والغرف واسعة مزوّدة بجميع التجهيزات ووسائل الراحة والتعليم والمختبرات وأماكن الاستراحة والأكل وهناك مرافق أخرى كالمكتبات والملاعب الرياضية وقاعات الأنشطة والمسارح وكلها مجهزة طبقًا لحاجات المتعلّمين للترفيه والتعلم والرياضة ويحظى المعلّمون فى فنلندا بمكانة مرموقة توازي مكانة القضاة والأطباء والمحامين وربما تزيد أحيانًا وتسعى الدولة إلى جذب الكفاءات البشرية واستقطابهم لهذه المهنة وتقوم بإعدادهم وتأهيلهم بصورة مكثّفة فى الجامعات فى التخصصات المختلفة وأيضًا لتسهيل العمل ونجاحه لا يقوم المعلمون بتدريس أكثر من أربع حصص دراسية فى اليوم وفى باقى الوقت يقومون بالتخطيط والتحضير لعملهم أو بإرشاد الطلاب وتوجيههم أو بإثراء أنفسهم بكل جديد يرتبط بعملهم أو بالتشاور والتنسيق والتعاون مع بعضهم البعض ويتمتع المعلّمون بالاستقلالية فى التدريس وبالمشاركة الفعالة فى إعداد المناهج الدراسية وبلورتها وفى اختيار المحتوى الذى يناسب طلابهم.

كما يستخدمون طرق التدريس التى تراعى تعدد الذكاءات بين الدارسين ودمج وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الآيباد والحاسوب والتلفزيون والأفلام والأقراص المدمجة ، لذلك لا يحمل الطلاب فى فنلندا الحقائب الثقيلة مثل الطلاب المصريين المغلوبين على أمرهم. وفى ختام مقالى هذا فإننى أتساءل هل تستطيع مصر تطبيق هذه التجربة ولو بشكل جزئى من خلال النظام التعليمى الجديد الذى أعلنه السيد وزير التربية والتعليم المصرى فى العام القادم؟..أتمنى ذلك.

[email protected]