عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوم ذكرى تحرير سيناء من أيدى الغاصبين المحتلين، الذين دنسوا تراب هذه البقعة الغالية على نفوس المصريين.. فى مثل هذا اليوم عام 1982، استردت مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى، وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، فقد تم استرداد كامل أرض سيناء، ما عدا طابا التى استردتها مصر بالتحكيم الدولى فى 15 مارس عام 1989. والمعروف أن سيناء تحتل موقعًا جغرافيًا مهمًا، فهى حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا، وهى شبه جزيرة تقع فى غرب آسيا وتحديدًا فى الشمال الشرقى لمصر وتشكل نسبة 6٪ من مساحة مصر. وتمثل حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا، وتشترك فى حدودها الجغرافية الشرقية مع قطاع غزة فى فلسطين وخليج العقبة وفى الشمال البحر المتوسط ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس ومن الجنوب البحر الأحمر.

وقد شهدت سيناء أروع المعارك البطولية للقوات المسلحة حتى تحررت بالكامل، من خلال حروب استمرت لعدة عقود من الزمن مثل العدوان الثلاثى عام 1956، وحرب يونيو 1967، وحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وبعد أيام قليلة من حرب 1967 بدأت قصة تحرير سيناء من خلال حرب الاستنزاف. ففى عام 1968 بدأت القوات المصرية الباسلة بالتحرك إلى قناة السويس وخاضت معارك شرسة ضد القوات الصهيونية حتى 6 أكتوبر 1973، عندما نجحت القوات المصرية الباسلة فى عبور خط بارليف واسترداد جزء من الأرض، وتمكنت مصر من عودة الملاحة إلى القناة فى يونيو 1975.

ثم بدأت المرحلة الثانية من تحرير الأرض بزيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس عام 1977، والقيام بالمفاوضات السياسية لتحقيق السلام وإنهاء حالة الحرب فى المنطقة ونجح فى ذلك، حتى دخول الولايات المتحدة الأمريكية بعقد اتفاق كامب ديفيد فى 18 سبتمبر عام 1978 الذى تم بموجبه توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل فى 26 مارس 1979. وقضت المعاهدة بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من أرض سيناء على مراحل زمنية وكان يوم 25 أبريل 1982 هو يوم رحيل آخر جندى إسرائيلى من مصر وتم رفع العلم المصرى على الأرض المقدسة. وقد أثارت إسرائيل مشاكل عند خروجها من سيناء وتحديدًا فى طابا آخر نقطة، وخاضت مصر العديد من المفاوضات إلى أن رضخت إسرائيل فى الخروج منها فى 19 مارس 1989.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد ارتكبت جماعة الإخوان الإرهابية جريمة شنعاء فى حق مصر وسيناء، فقد تآمرت هذه الجماعة مع قوى الشر وأصحاب المخططات المتآمرين، وفى خلال فترة حكم الجماعة وبالاتفاق مع محمد مرسى الذى تولى سدة الحكم لمدة إثنى عشر شهرًا، تم زرع سيناء بالإرهابيين من كل أنحاء العالم، وقد أدرك الشعب المصرى العظيم، فداحة الكارثة وقام بأعظم ثورة شهدها التاريخ الحديث وعلى غرار ثورة 1919 ضد المستعمر البريطانى، وفى يوم 30 يونيو 2013، خرجت الجماهير المصرية فى كل بقاع الأرض المصرية، لتعزل الجماعة الإرهابية من الحكم وتثأر من كل هؤلاء الخونة الذين نشروا الإرهاب والفوضى والاضطراب فى ربوع البلاد، ولم يغفل المصريون الكارثة المروعة فى سيناء التى امتلأت بالإرهابيين من كل فج عميق، وفوض المصريون حينذاك المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع ليخوض الحرب ضد قوى الإرهاب وجماعات التطرف. ومن يومها وتقوم القوات المسلحة المصرية بأقدس عملية حربية، وهى تطهير البلاد من براثن هذا الإرهاب الأسود والتصدى لكل المؤامرات والمخططات الإجرامية التى تسعى إلى تحويل مصر إلى فوضى واضطراب على شاكلة ما حدث فى دول عربية مجاورة، مازالت تعانى ويلات هذا الإرهاب حتى الآن.

ولا تزال تقوم القوات المصرية الباسلة بتسطير ملاحم بطولية رائعة فى عمليات التطهير من هؤلاء الأشرار، وتضرب أروع الأمثلة فى الصمود والتحدى لتخليص البلاد من جماعات الإرهاب المختلفة، وتفرض القوات السيطرة الكاملة على كل شبر من أرض سيناء الحبيبة، وستستمر فى هذه الحرب المقدسة حتى تصبح سيناء خالية من الإرهاب تمامًا.. ولم تكتف القوات بخوض الحرب فقط من أجل القضاء على الإرهابيين، وإنما فى ذات الوقت تقود حربًا أخرى وهى حرب من أجل البناء والتنمية والتعمير، ولم نقرأ فى كتب التاريخ القديم ولا الحديث من يقوم بهاتين الحربين فى آن واحد، ما يعنى بما لا يدع أدنى مجال لشك، عظمة المصريين وقدرتهم على تحقيق أهدافهم.

وهناك سر فى هذا الشأن، هو أن الالتفاف الشعبى حول القيادة السياسية الواعية والرشيدة، يصنع المعجزات ،وقد حقق المصريون إنجازات رائعة فى هذا الشأن، وقد تجلى ذلك مرتين : فى حرب أكتوبر 1973، وفى الحرب على الإرهاب الدائرة الحالية، إلا أن الأخيرة تشهد عمليات تعمير وبناء على الأرض وخاصة فى سيناء إلى جوار الحرب المقدسة.

إذا كنا نحتفل اليوم بذكرى تحرير سيناء، من عصابات الصهيونية، فإن الفرحة تعد فرحتين، لتخليص مصر وسيناء من الإرهابيين فى عام 2018 على يد جيش مصر الباسل بقيادة عبدالفتاح السيسى، وإصرار المصريين على إفشال كل مؤامرات المتربصين بمصر.