رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

محافظة الرؤساء بدون محافظ!

فى اجتماع مجلس المحافظين غدًا سيكون هناك مقعد شاغر هو مقعد محافظ المنوفية التى قدمت ثلاثة رؤساء وعشرات الوزراء وتدار منذ 15 يناير الماضى بالسكرتير العام بعد القبض على المحافظ المرتشى هشام عبدالباسط.

قصة «عبدالباسط» معروفة، لكننى توقفت عند جملة قرأتها بأن آخر تصريحات المحافظ قبل القبض عليه بطلب مليونى جنيه رشوة من رجل أعمال بأنه قال: سأضرب بيد من حديد على الفاسدين! ورغم أن هذه العبارة عادية يقولها أى مسئول شريف يتحمل مسئولية حماية المال العام، ويطارد الفاسدين ويضع أيديهم فى الكلابشات بعد سقوطهم، إلا أنها تصدر من محافظ فاسد فهذه بجاحة، مارسها قبله الحرامى الذى استخبى فى بوكس الشرطة، وريا وسكينة اللتان كانتا تقيمان خلف قسم شرطة والدنيا مقلوبة فى البحث عن عصابة خطف النسوان! كما كانت نفس عبارة «الضرب بيد من حديد على الفاسدين» تتكرر فى خطابات سياسية وحكومية قبل ثورة 25 يناير، ونسمعها فى مجلس الشعب يوميًا فى ردود الوزراء وتخرج الصحف فى اليوم التالى فلان يقول: سأضرب بيد من حديد على الفاسدين، والواقع غير ذلك، حيث شهد هذا العصر رعاة للفساد وساعدوا كثيرين على تكوين ثروات تحت رعاية هذا الشعار الذى كانوا يأمرون من خلاله الناس بالبر وينسون أنفسهم، واقتبس سياسى كبير من هذا الشعار عبارة شهيره تتردد حتى اليوم وهى «الفساد أصبح للركب».

واختفى شعار الضرب بيد من حديد بعد 25 يناير حيث كان الفاسدون يعملون فى صمت، واجتهد «عبدالباسط» فى احيائه من جديد، وسار على درب الأوائل على طريقة من سار على الدرب وصل.

المحافظ المرتشى قضى فى منصبه حوالى عامين منهما أربعة أشهر تحت عيون الرقابة الإدارية حتى سقط مرتشيًا، وتم ضربه بيد من حديد، وهو حاليًا رهن المحاكمة، منذ قرابة الأربعة أشهر.

120 يومًا كاملة ومحافظة بحجم المنوفية بدون محافظ، ويسير أعمالها السكرتير العام، فهل منصب المحافظ مش مهم لهذه الدرجة؟ أم أن السكرتير العام لمحافظة المنوفية ناجح ويستحق أن يرشح لمنصب المحافظ؟ أم أن أهل المنوفية ليست لديهم مشاكل، أم أنهم فوضوا أمرهم لله لحين تعيين محافظ جديد؟

بعد تعيين اللواء أبوبكر الجندى وزيرًا للتنمية المحلية تحدث عن حركة محافظين سيكون من بينها تعيين محافظ جديد للمنوفية، وانشغل الجندى بخناقاته مع النواب والصعايدة، وتوقف الكلام عن المحافظين، إلى أن تمت دعوتهم من رئيس الوزراء غدا لمناقشة استعدادات المحافظات لشهر رمضان، تقريبًا سيكون هناك سؤال من الصحفيين خلال المؤتمر الصحفى بعد الاجتماع عن حركة المحافظين، ومحافظ المنوفية بالذات. وسنسمع نفس الإجابة التى نسمعها منذ إقالة «عبدالباسط».

لكن الأكيد أن هناك حركة محافظين بعد أداء الرئيس السيسى اليمين الدستورية فى يونيه القادم أمام البرلمان لبدء الفترة الرئاسية الثانية، فهل تنتظر المنوفية كل هذا الوقت بدون محافظ؟ مازال السؤال.