عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

لم تعد للدبلوماسية أى أدوار فى ملف سد النهضة من قريب أو من بعيد بعد أن كشفت إثيوبيا والسودان عما يخبئانه تجاه مصر خصوصا بعد رفض الجانبين حضور الاجتماع التساعى الثانى الذى كان مقررا انعقاده يوم الجمعة الماضى، ولم تبد كلا الدولتين اعتذارهما لمصر ولو من باب ذر الرماد فى العيون ولم تحدد الدولتان موعداً آخر مع مصر الشريك الثالث فى المفاوضات وكأن الدولتين تريدان توصيل رسالة إلى مصر مفادها تصدير سياسة البلطجة والأمر الواقع، رغم إقالة وزير الخارجية السودانى إبراهيم الغندور بعد إدلائه بتصريحات أمام مجلس النواب السودانى تحمل عداء لمصر.

والسؤال هنا: ما سر هذه الجرأة التى تجعل هاتين الدولتين تهددان أمن مصر المائى؟ وهل هناك خطط معدة من الجانب المصرى لمواجهة هذا التهديد خلاف الحلول الدبلوماسية المتواصلة منذ أربع سنوات دون جدوى والتى أعادتنا إلى نقطة الصفر مرة أخرى؟ رغم إبدائنا حسن النوايا بتاريخ 23 مارس عام 2015 عندما قام الرئيس السيسى بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ مع الجانبين الإثيوبى والسودانى، والتى تتضمن ضرورة الاتفاق على الخطوات الإرشادية وقواعد الملء والتشغيل للسد وإخطار دولتى المصب بأى ظروف طارئه تستدعى مراجعة ضبط عملية التشغيل والإطار الزمنى للتنفيذ.

وبعد مداولات واجتماعات هنا وهناك نرى الجانب الإثيوبى لا ينظر إلا لمصلحته الضيقة فقط ودولة السودان تتقدم خطوة وتعود للوراء ثلاث خطوات، ولا ندرى هل السودان يخشى على مستقبل مصر أم أنه يميل إلى المراوغة الإثيوبية ويلتزم الصمت أو الرد المقتضب إذا تم الضغط عليه؟ وأخيرا خرج الغندور عن صمته وتحدث عن حلايب وشلاتين بطريقة تحمل عداء لمصر ورغم إقالته بعد هذه التصريحات بعدة ساعات كما أكدنا وأشدنا بالقيادة السودانية التى رأينا عدم رضاها عن تصريحات أحد مسئوليها ضد مصر إلا أن موقف عدم حضور المؤتمر التساعى بمصر يعيد إلينا الريبة والقلق للتذبذب الواضح فى موقف السودان.

وقد جاءت تصريحات سامح شكرى، وزير الخارجية، لتؤكد أن الدولة المصرية فاض بها الكيل حيث أعلن أن مصر لن يفرض عليها وضع قائم أو مادى يتم من خلاله فرض إرادة طرف على طرف آخر بما لا يدع مجالا للشك أن مصر لن تتردد فى بحث خيارات أكثر إيلاما بعد شعورها بخطورة الموقف المتمثل فى تعرض مائة مليون مصرى للهلاك والعطش بسبب مغامره إثيوبية مدعومة من أعداء مصر التى تعهدها الله بالأمن والخير إلى قيام الساعة، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين.