عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عشنا نسمع عن الخلوة الشرعية بين الزوج وزوجته، ولكن هذه هى المرة الأولى التى نسمع فيها ونقرأ عن خلوة سياسية، بدأت فى منطقة اسمها باكاكرا جنوب السويد، صباح الأحد، وربما تكون لاتزال مستمرة إلى هذه اللحظة!

الخلوة دعا اليها أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وانعقدت فى مزرعة تطل على بحر البلطيق، كان يملكها داج همرشيلد، السويدى الذى كان أمينًا عامًا للمنظمة مطلع الستينيات، ولقى مصرعه فى حادث تحطم طائرة عام ١٩٦١!

ولا تعرف لماذا هذه المزرعة تحديدًا، ولا لماذا السويد على وجه التحديد.. فهذا ما لم تذكرالأمم المتحدة عنه شيئًا.. فكل ما قيل هو أن المدعوين إلى الخلوة، هُم مندوبو الدول أعضاء مجلس الأمن، الذى يضم خمسة عضويات دائمة وعشر عضويات متغيرة!

ورغم أنها خلوة، ورغم أن ما يدور فى الخلوة لا يجرى الإعلان عنه فى الغالب، إلا أن أخبار خلوة السويد كانت منشورة فى كل وسيلة إعلام، وكانت ولاتزال حديث العالم، وكانت الصحف الكبرى تنشر صور توافد الضيوف فى صفحاتها الأولى، وكأن مشاكل الأرض سوف تجد حلًا هناك!

ومن الأنباء المتناثرة فهمنا أن الموضوع المطروح على مائدة باكاكرا موضوع واحد، وأنه موضوع سوريا، وأن الذين جاءوا الخلوة قصدوا البحث فيه على مستويات ثلاثة : واحد سياسى.. وآخر انسانى.. أما الثالث فهو مستوى كيماوى!

وكان القصد بالسياسى إحياء العملية السياسية فى الأزمة السورية، لعل العالم يصل فيها إلى حل.. ثم كان القصد بالبعد الإنسانى، إيصال المساعدات إلى السوريين الأبرياء، الذين يدفعون ثمن صراع على الأراضى السورية، ليسوا هُم سببًا فيه، ولا هُم طرف فيه أيضًا منذ بدايته!.. إنهم فقط يدفعون فواتيره، ويتحملون تداعياته وعواقبه، ويبحثون طول الوقت عن طريق للخلاص!

وكان القصد بالمستوى الكيماوى، الاتفاق على طريقة محددة، يمكن بها محاسبة المسئولين عن استخدام السلاح الكيماوى فى دوما قرب دمشق قبل عدة أيام!

ولاتزال الدول الثلاث التى ضربت أهدافًا سورية بالصواريخ، منتصف هذا الشهر، مصممة على أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم سلاحًا كيماويًا محرمًا دوليًا، فى قصف مواقع فى منطقة دوما.. لاتزال واشنطون، ولندن، وباريس، التى شنت الهجوم الصاروخى، تقول ذلك وتردده، وتبرر به ضرباتها، دون أن تُظهر دليلًا واحدًا حتى الآن يشير إلى صحة كلامها!

وعندما نعرف أن الضربات دمرت، من بين ما دمرت، مركزًا للأبحاث العلمية فى منطقة برزة شمال شرق دمشق، ندرك على الفور أن مراكز أبحاث كهذه كانت هى الهدف، وأن حكاية كيماوى دوما كانت مجرد دخان جرى إطلاقه فى الهواء!