رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عندما يولد الاستقرار من رحم المعاناة تبقى الحياة لها معنى، وتنمو شجرة الديمقراطية بطريقة طبيعية، وتوزع ظلالها على المتعطشين للحرية، وتأخذ فى طريقها الأوراق الذابلة التى تناثرت من الشجرة الخبيثة التى اجتثها الشعب فى ثورته العظيمة، وعندما تدخل مكتب رئيس الوفد المستشار بهاءالدين أبوشقة وترمق رجالات الحزب يلتفون حوله يستمعون إلى خطته للحزب العريق فى إرساء دعائم الحياة السياسية السليمة، وعندما تجد ائتلاف دعم مصر يأخذ الخيط من الوفد ويحذو حذوه ويقرر التحول إلى حزب  سياسى، فإنك أمام قطبين يهيئان التربة الخصبة التى تحول المادة الخامسة من الدستور إلى زرع أخضر يخرج شطأه، ويسمح بتداول السلطة فى ظل تعددية حزبية تتنافس لإسعاد الوطن.

يستحق هذا الشعب حياة أفضل بعد معاناة مزدوجة مرة بعد قيام عصابة إرهابية، فاشية بالقفز على السلطة حاولت حكم البلد بطريقة تبويس اللحى، وكشرت عن أنيابها  ورفعت شعار اللى عاجبه من الشعب الكحل يتكحل واللى مش عاجبه يترحل، وقبل أن يحزم الأقباط حقائبهم استعداداً للرحيل، أبى المصريون جميعاً أن يعيشوا غرباء فى وطنهم، أو أن يتحولوا إلى لاجئين على حدود الدول الأوروبية وقالوا  فى صوت واحد لا لحكم المرشد.

ولما قرر الشعب طرد هذه الجماعة استمع إلى صوت يأتى من الفلاة ومن قلب المحروسة، يقول للمصريين نحن معكم نحمى ثورتكم.. هو صوت الجيش المصرى، وإذا عزمتم فتوكلوا على الله، كان على رأس هذا الجيش القائد العام وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، وانتصرت ثورة الشعب فى 30 يونية، وطلب الشعب من القائد العام أن يتقدم الصفوف ويكون على  رأس السلطة بعد أن اكتشفوا فيه، قلب المقاتل وتفكير الزعيم وضمير الإنسان،  واستلم السيسى المسئولية والدولة على وشك الإفلاس، وهذه هى المعاناة الثانية التى تحملها معه الشعب بصبر وعزيمة عندما تعامل السيسى مع الأزمة بطريقة الجراح،  وكان جرح الاقتصاد غائراً مؤلماً، تجرع المصريون مرارته، وألمه بصبر لثقتهم فى الطبيب، ودخل الاقتصاد المصرى غرفة الرعاية  عدة مرات، وهاهو يخرج منها متعافياً فى مرحلة النقاهة التى تبشر بعافية  وصحة واعدة، بعد أن ودع مرحلة الآلام والخوف وبدأ مرحلة الإنجازات  التى فجرت آلاف المشروعات العملاقة على الأرض.

لم تكن معركة الاقتصاد فقط التى خاضها السيسى ولكن كانت هناك معركة  أخطر، وهى معركة وجود تصدى لها جيش مصر وشرطته فى مواجهة إرهاب غاشم  وممول من الخارج، وانتصرنا عليه، وها هو الاقتصاد أتى ثماره، والإرهاب يندحر.

ويتبقى على الحلو خطوة، الحلو هو شقيق الاقتصاد وقرينه الذى لا ينجح الاقتصاد بدونه وهو السياسة، فالإصلاح الاقتصادى يلزمه إصلاح سياسى مساوٍ له فى المقدار وموازٍ له فى الاتجاه، وهذه الخطوة بادر بها حزب الوفد، خطوة السياسة بعد أن وجد الوفد المناخ مهيأ لفتح الملف السياسى الذى أخذ خطوة للخلف بعد 30 يونية، لتهيئة  الظروف لانتشال الوطن من عثرته الاقتصادية وبادر الوفد،  وأجرى انتخاباته الداخلية لاختيار رئيسه الجديد المستشار بهاءالدين أبوشقة فى عرس ديمقراطي،  وقال «أبوشقة» قولته الشهيرة: لا ديمقراطية فى مصر بدون الوفد واقترح حزبين أو ثلاثة أحزاب على الأكثر للتنافس لتشكيل الأغلبية والمعارضة وملء الفراغ السياسى الذى وقعت البلد فيه بعد ثورة 25 يناير، وإجراء منافسة ديمقراطية فى الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة، وكان من نتائج انتخابات الوفد أن حركت المياه الراكدة فى نهر الحياة السياسية، واستقبل «أبوشقة» فى مكتبه بالوفد رئيس ائتلاف دعم مصر المهندس محمد السويدى،  لتهنئته برئاسة بيت الأمة،  وأعرب له «أبوشقة» عن أن  أمنية فى أن يتحول ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسى وأن يقود الحزب الجديد الحياة السياسية مع حزب الوفد وقد كان، وها هو ائتلاف دعم مصر يدرس تحوله إلى حزب، وهاهو حزب الوفد فى ثوبه الجديد.

أصبحنا أمام أغلبية تسند البرلمان ومعارضة تقدم الرأى الآخر تبنى ولا تهدم، تؤيد الصواب، وتعارض الخطأ، وتقترح الحلول هنيئاً للمصريين تعافى الاقتصاد والسياسة.