عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لا أعتقد أن المرتب هو الدافع وراء قبول منصب الوزير أو الاعتذار عنه؛ فلا يمكن أن نتخيل استقبال رئيس الوزراء لشخص وهو يشكل الوزارة ويعرض عليه حقيبة وزارية ما ويكون الحوار الرئيسي بينهما خلال المشاورات هو هتدوني كام فى الشهر، ويعرض عليه رئيس الوزراء رقماً ويقول المرشح بعد تفكير لا ياعم هتقع عليّ بالخسارة ويحدد رقماً، ويقول له رئيس الوزراء طاب هزها شوية، أو نقسم البلد نصفين، أو أن يكون لكل وزارة زبونها، ممكن وزارة يطلب فيها المرشح مبلغاً كبيراً، ويقبل وزارة أخرى بدون مرتب خاصة إذا كانت وزارة خدمات.

لا يمكن أن يصل الأمر إلى هذا الحد، ويضطر مجلس الوزراء إلى الإعلان عن وظيفة وزير بمرتب كذا، هل يمكن أن نصدق أن المرشحين للوزارات رفضوا قبول المناصب الوزارية لأن المرتب ضعيف؟! لو كانت المشكلة مسألة مرتبات، فإن هناك من يقبلون المنصب الوزاري ويدفعون فيه خلو رجل.

تردد أن السبب وراء كثرة الاعتذارات عن قبول الحقائب الوزارية فى التعديل السابق أن الوزارات غير مجزية، وأن زيادة مرتبات الوزراء تعتبر  محاولة لإغراء المرشحين للوزارة فى الفترة القادمة. هل نصدق هذا الكلام، هل المرشح لمنصب  الوزير  محتاج للمرتب وإذا وجد أن المبلغ لا يكفي احتياجاته يرفض هذا المنصب الرفيع؟!.

الاعتذارات عن منصب الوزير واردة، وحصلت، وزادت بعد ثورة 25 يناير، ولأسباب تتعلق بالسياسات، والحلول، والتكليفات، والملفات، والإجراءات وحجم الإنجاز، والخطط المطلوبة من المرشح، وطريقة التفكير، هناك اعتذارات من بعض العاملين بالقطاع الخاص ورجال البيزنس لأن الوزارة تؤثر على أعمالهم، ومكاسبهم، وهناك عبده مشتاق مازال جالساً بجوار التليفون رغم أن عدد المشتاقين أصبح أقل فى الفترة الأخيرة، بعد ميل الكفة إلى الموعودين وليس الحسابين، أعباء المنصب الوزاري أصبحت أكبر من الاستمتاع بكشك الحراسة، والتشريفة،ونظافة شارع الوزير، ومن المفترض أن يتم التركيز على الوزير السياسي الذي يحل المشاكل لا يعقدها، يضع الحلول السهلة السريعة  ولا يركن إلى الروتين الذى يضاعف من الأزمات، التكنوقراط لابد من إفساح الطريق أمام السياسيين الذين تحتاجهم المرحلة القادمة.

من المتوقع أن تجرى مشاورات قريبة لتغيير وزاري قد يطول عدداً كبيراً من الوزراء والاستعانة بوجوه جديدة تنفذ سياسة المرحلة القادمة التى يتم خلالها استكمال مرحلة الإصلاح الاقتصادي، وقد بدأت مرحلة سياسية جديدة تأخذ فيها الأحزاب السياسية فرصتها للتعبير عن نفسها فى الشارع لتوصيل صوت الرأي الآخر والبحث عن التنافس الشريف نحو تداول السلطة.

كلما كانت هناك شفافية فى اختيار الوزراء، والتفكير فى الرجل المناسب للمكان المناسب، وإحاطة الرأي العام بأسباب خروج هذا والاستعانة بذاك كان ذلك مريحاً للرأي العام، ودافعًا لنجاح الحكومة.