رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ما كان يمكن للمرء أن يتدثر بالصمت حيال الموقف الغريب للقمة العربية التى عقدت فى 15 أبريل الجارى عشية العدوان الثلاثى الآثم على سوريا الشقيقة عندما لم تعترض على العدوان ولم تدنه وكأنها بموقفها هذا تعلن القبول ضمنا بما حدث، فهل كان القبول هنا إرضاء للبيت الأبيض السيد الذى يجب أن يطاع.. أم مجاملة للدولة التى استضافت القمة والتى استبقت عقدها بالإعلان عن ترحيبها بالضربة التى استهدفت سوريا. ولهذا جاءت القمة العربية عابرة لم تبحر خلالها الدول المشاركة فيها إلى بر الأمان لا سيما وأنها عقدت وسط العواصف والصراعات، ولا سيما أن أمريكا بعثت عبر هذا العدوان الثلاثى الذى قادته برسالة إلى العرب تقول: أفيقوا هذا مجرد نموذج لكل من يخرج عن بيت الطاعة الأمريكى.

وهكذا ضاعت أصداء العدوان الثلاثى الغاشم الآثم على سوريا عندما لم تقرب القمة من إدانته وهو ما أثار دهشة الشعوب. بيد أن هذا كان متوقعاً إذ كيف يمكن لأى رئيس دولة مشارك فى القمة أن ينتقد العدوان الثلاثى، بينما المملكة السعودية رحبت به وشجعته؟ وبالتالى بدا أن الحل الأمثل هو استبعاد الموضوع كلية وطرح موضوعات أخرى، فجاءت القمة وكأنها لم تأبه بالعدوان الذى استهدف دولة عربية شقيقة، وعوضاً عن ذلك تم تسليط الضوء على إيران كفزاعة للدول العربية مع استبعاد إسرائيل من معادلة العداء.

غير أن الوضع بدا غريباً وشائهاً، فالعدوان الثلاثى جسد رسالة تحدٍ للأمة العربية وعليه كان يتعين على دول المنظومة العربية إدانته وهو الذى استند على أكذوبة استخدام النظام السورى للسلاح الكيميائى فى دوما حيث إنه لم يرتكز على دليل. تماماً كما حدث من قبل مع العراق عندما اتهم النظام باستخدام سلاح الدمار الشامل وثبت بعد ذلك أنها فرية لتبرير غزو أرض الرافدين. واليوم نرى هذا الاستعراض الذى قام به ترامب ومايا وماكرون لإثبات الوجود والقوة، ليخرج ماكرون الذى التحف بالجزار ترامب ليبرر جريمة العدوان فيدعى زوراً بأن ما قام به الشياطين الثلاثة هو عمل مشروع. ولا يدرى المرء من أين استمدت هذه الجريمة مشروعيتها؟ إنها الخسة والدناءة التى جبل عليها الاستعمار الغربى. غير أن هذه العملية الاستعراضية ضد سوريا ما كان لها أن تتم لولا تشجيع دول فى المنطقة لها ليتم تنفيذها بعد أن ضاعت هيبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولتنطلق طائرات العدوان الآثم من قاعدة «العديد» العسكرية فى قطر الدولة التى ما زالت تلعب دوراً حقيراً فى تخريب الأوضاع فى الوطن العربى. وتظل أصداء القمة العربية تثير التساؤلات حول الموقف المريب الذى اتخذته الدول المشاركة فيها عندما نأت بنفسها بعيداً عن إدانة العدوان ولم تعترض عليه. ونسيت القمة أنها بذلك بعثت عبر موقفها هذا رسالة إلى العالم مفادها القبول التام والرضا الكامل بهذا العدوان الذى قادته أمريكا السيد الذى يجب أن يطاع.