رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى أزمنة تراجع حالة الائتلاف والاندماج الوطنى وتسيد حالة من الخصام والاصطفاف المتشدد، يتنادى

البعض منا لإقامة حوار بين أطراف المجتمع، فإذا كان الحوار صار (مونولوج لا ديالوج)، فإلى أين يذهب الناس بأحلامهم للاشتباك الإنسانى الإيجابى الحميم والنبيل لإعادة اللُحمة والتوافق؟!

فى أزمنة التديين الشكلى يلوذ الطيبون منا ببيوت الله لينعموا بأمان ووداعة وسكينة تلك البيوت، فيجدوا أنه قد تم تجييش جوقة من المنشدين لرفع شعارات التشدد المظهرى، فماذا هم فاعلون؟

فى أزمنة ضعف الإرادة يذهب البسطاء من أصحاب الحاجات إلى الكبار، فإذا ردوهم قائلين: حدثونا فى أى شىء بعيداً عن قناعات حماة الدين وحراسه بعد أن أقسموا أنهم وحدهم أصحاب الحق المطلق فى الدفاع عن ثوابت الدين، فإلى أين يذهب البسطاء بشكواهم؟!

عبر أحداث الأزمات الطائفية الأخيرة التى قادها بعض دعاة الفتنة برعونة وغياب وعى وطنى، لا أود معاودة الحديث عنها، وأتمنى أن ننسى تفاصيلها التى تتعلق بردود فعل وتصريحات بعض المسئولين وتبعاتها الخطيرة ، فهل افتقدنا دور الكبار فى الشارع والإعلام والكنيسة والمسجد.

ولكن يبقى أن نعود ونذكر أنفسنا بمواقف وأقوال الكبار من فرسان الحكمة والكلمة الصادقة التى تسمو بالأديان والعقائد، ولا تزج بآياتها فى مساجلات ومنازلات رذيلة للمتاجرة وبادعاء التدين، وامتلاك توكيل ممهور من جانب أتباع العقائد من أهل التشدد للدفاع عنها ، بل والجهاد كما يدعون بغير وعى عن أديان عاشت قروناً من الزمان، وبات لها أتباع بالمليارات من المؤمنين بتعاليمها وكتبها، ويؤمنون أيضاً بأن الله حافظها وراعيها.

فى نهاية عام 2007 كان رحيل الكاتب الصحفى جبرتى العصر الحديث جمال بدوى، ومع مطلع العام التالى كان وداعنا للفارس الأكاديمى فى كتابة التاريخ الدكتور يونان لبيب رزق، المؤرخ صاحب المدرسة المتميزة عبر مؤلفه الأبرز «ديوان الحياة المعاصرة»، الذى رصد فيه بحرفية وقائع تاريخ الإنسان المصرى عبر قراءة عبقرية للأهرام ذلك الإصدار المصرى الرصين.. لقد عاش يونان وبدوى ما يقارب 74 سنة ولدا ورحلا ببداية ونهاية لا يفصل بين تاريخ الأيام فيهما سوى أسابيع قلائل.. وكأن الفارس النبيل جمال بدوى قد قصد بعنوان كتابه المهم «مسلمون وأقباط من المهد إلى المجد» أن يرصد هذا التزامن الرائع لمؤرخين جمع بينهما التوافق الإنسانى القدرى ككبار من زمن الفروسية والعطاء والانتماء الوطنى والدأب على تحقيق النجاح.. وللمقال تتمة حول بدوى ويونان وإعادة قراءة التاريخ.