عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تعتبر الأزمة السورية، إحدى أسخن الأزمات الدولية وتشكل بالونة اختبار لقدرة الجماعة الدولية على حسم المشاكل التى تطرح نفسها على مسرح أحداث السياسة الدولية، ولكن محاولة فهم المشكلة، يجب أن يجعلنا نتناول القضية من خلال ثلاثة مستويات، عربياً، وشرق أوسط، ودولياً! ونبدأ التحليل بالمستوى العربى، حيث أثبتت السنوات الأخيرة، أن هناك إجماعاً عربياً «غير معلن» على ترك المشكلة السورية تخرج من إطارها العربى وتدخل إلى الحيز الدولى، وفى تصورى فإن الوضع فى سوريا عندما تم تدويله جاء نتيجة تدخل أطراف إقليمية ودولية، مثل تركيا وإيران وروسيا فى الشأن السورى.

الأمر الذى جعل الدول الغربية الرئيسية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقرر التدخل هى الأخرى ساحة الصراع فى سوريا، ومن ثم لم يكن هناك طريق آخر أمام الجانب العربى سوى الاتفاق على تدويل المشكلة، وهناك أيضا إجماع عربى آخر، ولكنه هذه المرة «معلن» على أن التسوية السياسية للأزمة السورية هى الطريق الأصوب وبالتالى يجب الحفاظ على وحدة الشعب العربى السورى.

ومن وجهة نظرى فإن غياب أو تجميد الوجود السورى فى جامعة الدول العربية قد أسهم فى تعقيد الموقف الجماعى العربى تجاه سوريا، لأن حتى ولو لجأ العرب لتدويل المشكلة، فلا يعنى هذا أنه يجب مقاطعة النظام السورى برئاسة بشار الأسد، حيث إن وجود قنوات دبلوماسية مع هذا النظام حتى ولو كان هناك خلاف معه لا يجب أن يتم قطعها، وأكبر دليل على ما نراه، أن هناك مشكلة مع قطر، ومع ذلك لم يتفق العرب على تجميد عضوية قطر فى الجامعة العربية وأعتقد أن هذا أسلوب دبلوماسى ذكى لإمكانية حل مشكلة قطر من خلال الإطار الخليجى، ومن ثم تنفرج العلاقات العربية مع قطر، فإذا كان العرب يعتقدون أنه لا حل للمشكلة السورية إلا من خلال مائدة التفاوض بين النظام السورى والمعارضة، فإن وجود قنوات اتصال رسمية وغير رسمية ستساعد عملياً فى رسم أو المساعدة فى رسم خارطة طريق لحل الأزمة السورية!

وكانت كلمة الرئيس السيسى أمام القمة العربية «29» فى الظهران أكثر تعبيراً عن كارثية الواقع العربى وشخّصت الكلمة مشكلة سوريا والتى يتلخص حلها فى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تراعى الحفاظ على وحدة الشعب العربى السورى وترابه الوطنى واستقلال الدولة السورية وكان الرئيس واضحاً عندما أكد أن هناك أطرافاً إقليمية تقف وراء تصعيد الأزمة السورية!

وهكذا نخلص إلى أن تدويل المشكلات العربية سيعقّدها ولن يحلها ولا مفر من أن تحل هذه المشكلات عربياً ولكن كيف يتم ذلك فى إطار الأطماع والتدخلات الإقليمية وصراع النفوذ بين الأطراف الدولية! للحديث بقية فى الأسبوع القادم إن شاء الله.