رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في المضمون

الطريقة التي تتداول في الأوساط الصحفية والسياسية والإعلامية حول سؤال السنوات الأربع القادمة لا تفيد لا مصر ولا حتى النظام السياسي الحالي..السؤال الذي أعنيه هو لماذا لا يتم تعديل الدستور وفتح مدد الرئاسة ، أو تمديدها لأكثر من 4 سنوات ..أما الطريقة التي أقصدها فهي ما ينتشر هنا وهناك من حين وآخر على ألسنة بعض المتملقين ،أو محبي لفت الأنظار، ممن لا يمثلون النظام السياسي ولا حتى المعارضة.. يتحدث هؤلاء بطريقة سمجة في ظاهرها حب الرئيس والرغبة في بقائه في سدة الحكم إلى أن يشاء الله.

هؤلاء بقصد أو بغير قصد يسيئون للرئيس ويعيدون على الفور للأذهان مشهد الدبة الغبية التي تقتل صاحبها حبا..الحديث بهذا الشكل، وفي هذا التوقيت المبكر وبعد إعادة انتخاب الرئيس لمدة جديدة ،يؤكد بشكل واضح أن هؤلاء لا يصنعون الفرعون فقط وإنما يسحبون من شعبية الرئيس التي بناها أولا على الصدق وعدم طلب المنصب.

هم يريدون من السيسي أن يتخلى عن الطريق الصعب الذي اختاره من البداية ببناء شرعية الحكم على مرتكز البناء وإنقاذ مصر من انهيار حتمي كان ولا يزال شبحه يخيم علينا جميعا.

لن أذكر الرئيس السيسي بتجربة سوار الذهب فالقياس ليس له محل ،وإنما سأعيدكم إلى تجربة مبارك وكيف تحول الرجل المستقر فوق كرسيه ثلاثين عاما إلى طالب لـ6شهور يصلح خلالها ما كان في ثلاثين عاما ولم يفعل ما كان يجب أن يفعله من نقل سلس للسلطة يجنب البلاد ما ذاقته طوال سنوات ما بعد سقوطه.

لو فعل مبارك ما أراد أن يفعله بعد 25 لدخل التاريخ كواحد من أعظم من حكموا مصر ولكنه لم يفعل.

أدعو الرئيس إلى عدم الاستماع إلى هؤلاء وأن يواصل الطريق الصعب نحو البناء ،وفي القلب منه الإصلاح السياسي الحقيقي نحو بناء أسس لنظام ديمقراطي لا تشوهه رغبه في الاستمرار، ولا حتى السماح بعودة تيارات ظلامية تختطف السلطة مرة أخرى.

لو فعل الرئيس السيسي ذلك لخرجت الجماهير إلى الشوارع بعد السنوات الأربع القادمة تقول له ابقَ وبإرادتنا الحرة.

الناصح للرئيس يجب أن يساعده ويشد من أزره لاستكمال ما بدأه وعدم الرهان على دعوات زائفة قال عنها القرآن «فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».

السنوات القادمة فاصلة ليس بالنسبة للرئيس وإنما لمصر كلها ..نحتاج خلالها المخلصين من ترفعوا عن المكاسب الشخصية ..مصر في الولاية الثانية في مفترق طرق يحتاج فيها رئيسها إلى  بوصلة جديدة غير تلك التي سار عليها في ولايته الأولى، فإن كان البناء هو عنوان المرحلة الماضية فإن المرحلة الحالية تحتاج إلى الإصلاح بجانب تلك المشروعات.

نحتاج إلى نظام سياسي واقتصادي دائم لا يرتبط بشخص الرئيس، فأي رئيس مهما ظل وبقي في السلطة لا يمثل شيئًا في عمر الأوطان والتاريخ لا يقاس بطول مدد الرئاسة وإنما بما قدمه الرئيس فما بالكم لو كان الإنجاز مزدوجًا كبناء الدولة والإبحار بها إلى بر السلامة لتواصل المسيرة من بعده.