افة الصحافة
فى الاسبوع الماضى تناولت بعض من مضمون حديثى مع السيدة " نبيلة مكرم " وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج حول عدد من قضايا ابناء الوطن المغتربين فى لقاء معها بالقاهرة مؤخرا ، واختتمت الحلقة الاولى بموضوع السيولة الغزيرة التى شهدتها السنوات الاخيرة فى تاسيس جمعيات ومؤسسات اهلية مصرية فى دول اوروبية ، وتحمل تلك المؤسسات اسماء براقة وعناوين تعطى انطباعات لا تتفق مع مضمونها ، ومعظم قوانين دول الاتحاد الاوروبى تشجع وتدعم تاسيس جمعيات المجتمع المدنى ، كما ان الاجراءات القانونية لتسجيل مثل هذه الجمعيات يسيرة جدا ، حيث يقتصر الامر على ادراجها فى الغرفة التجارية عن طريق ثلاثة اشخاص بمناصب هى ( رئيس – سكرتير – امين صندوق ) وعنوان عادة يكون لاحد بيوت احد المؤسسين ، حيث لا يوجد شرط لوجود " مقر " اى مكتب ادارى ، وبالتالى فان التكلفة المالية قليلة جدا وفى متناول الشخص العادى ، الامر الذى ساهم فى وجود كثير من الجمعيات التى يتنافس مؤسسوها على قيادة ومحاولة السيطرة على مجتمعات الجاليات المصرية فى الدول الاوروبية ، وان ينسب كثير من الاشخاص لانفسهم مناصب " رئيس الجالية المصرية " فى البلد التى يقيم فيها .
ثم يصدق منتحل ذلك المنصب الوهمى نفسه ، ويجعل من الاكذوبة حقيقة يؤمن بها ويتعامل بها ، خاصة فى بلده الاصل " مصر " مع وسائل الاعلام فى الوطن رغبة فى الشهرة واعلاء الذات دون وجه حق ، كما ( يسعى او تسعى ) للقاء المسئولين فى الادارة السياسية المصرية وقد يشارك فى مؤتمرات او منتديات تقام على الاراضى المصرية تخص المصريين فى الخارج ، ويتمكن عن طريق الخداع من الحصول على ميزات يمنحها الوطن لابناءه فى الخارج ويستاثر لنفسه بها دون غيره ، وبذلك يخدع الوطن ويخدع ابناء الجالية المصرية فى البلد التى يقيم فيها .
وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج بصدد افساح المجال لجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى خارج مصر لتقنين اوضاعها والالتزام بالشفافية والمصداقية حفاظا على مصالح الوطن فى الداخل وابناءه فى الخارج . وللحديث بقية