رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

العدوان الثلاثى الغادر الذى قادته الولايات المتحدة بمعاونة تابعيها بريطانيا وفرنسا على سوريا فجر السبت 14 ابريل 2018 يستوجب من العرب قادة وشعوبا وحكومات وقفة صارمة حتى لا نفيق على كارثة جديدة، ونكرر نفس أخطاءنا المزمنة التى استمرأنا السقوط فيها منذ أن تم اجتياح العراق عام 2003، ومنذ هذا اليوم لم تر الأمة العربية خيراً حين تحولت أغنى وأقوى دولة فى المنطقة العربية إلى مرتع لصراع مذهبى بغيض بين السنة والشيعة، وأصبحت أرضاً خصبة تلعب فيها كل أجهزة المخابرات العالمية لتنفيذ مخططات قذرة تصب كلها فى مصلحة إسرائيل.

نحن أمام عمل عسكرى يفتقد لأى مشروعية قانونية، فالعدوان «الثلاثى» ضد سوريا لا يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذى يعد البند الوحيد الذى يتيح استخدام القوة عبر قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويجرى العمل به منذ أكتوبر 1945 عبر 13 بنداً تبدأ من رقم 39 وحتى 51 ويحق بموجبه لمجلس الأمن اتخذا قرار التدخل العسكرى ضد أى دولة سواء كانت عضوا فى الأمم المتحدة أو لم تكن.

كما أن هذا التحرك الأمريكى جاء دون رجوع للكونجرس، بحسب ما أفاد أحد أعضاء الكونجرس بأنه لم تتم استشارة الكونجرس للحصول على موافقات لشن هذه الضربة.

إذن نحن أمام تحرك عسكرى مارق خارج عن أى أطر قانونية.. «عدوان ثلاثى» تكشف فيه الولايات المتحدة عن وجهها الحقيقى تجاه منطقتنا والأمر لا علاقة له بأى حقوق للإنسان يتحدثون عن حمايتها فى الوقت الذى تتورط فيه أمريكا وحلفائها بدعم التنظيمات الاسلامية المسلحة وتجنيد الشباب من مختلف أنحاء العالم للعمل فى سوريا، وكانت النتيجة أن هذه التنظيمات الارهابية ترتكب أبشع الانتهاكات ضد حقوق الإنسان.

لقد أخطأنا فى حق أمتنا حين سمحنا بسقوط بغداد، وأخطأنا فى حق أنفسنا حين التزمنا الصمت على ما يحدث فى سوريا، وكانت النتيجة أن تنظيم «داعش» رأس التنظيمات الارهابية ظهر .. أول ما ظهر.. للوجود عبر الأراضى السورية وانتشر وتمدد شرقا فى العراق، وغربا فى ليبيا.. ولكن البداية كانت فى سوريا..

لم يعد لدينا رفاهية الحديث عن أى خلافات عربية فى القمة العربية الـ29 المنعقدة فى مدينة الظهران السعودية، لقد كشفت الولايات المتحدة عن جانب جديد من وجهها القبيح الذى نعرفه.

وأعتقد أن تحركا عربيا نحو المحكمة الجنائية الدولية، والمجلس الدولى لحقوق الإنسان يمكن أن يثبت أن هذه الأمة لم تمت..

سوريا لن تسقط..

[email protected]