عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

 

عندما تصبح السمكة أكبر من الحوض، فمن الطبيعي أن تموت.. ولضمان بقائها حية يجب أن يتم نقلها إلى حوض أكبر، ولذلك ليس من قبيل الصدفة أو المبالغة القول إنه في الدول النامية أو «المتخلفة» فقط، قد نجد بعض الأفراد متفوقين على أوطانهم!

ولكن، في عالم تطفو على سطحه أسماء سياسيين وفنانين وغيرهم، هناك آخرون من المميزين البارزين الذين حفروا أسماءهم في كتب الأرقام القياسية، وأصبحوا بمهاراتهم وتواضعهم اللامحدود، وحبهم وانتمائهم لوطنهم، نموذجًا فريدًا وقدوة استثنائية ومثالًا يحتذى.

أحد هؤلاء الذين سيخلدهم التاريخ محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، هذا النجم الكبير المتواضع، صاحب الخلق الرفيع، الذي أصبح في فترة وجيزة معشوق الجماهير محليًا وعربيًا وقاريًا وعالميًا، بعد أن أظهر تصميمًا وعزمًا على أن يصبح نجم النجوم وملهم الجيل.

الموهوب الكبير، صاحب الستة وعشرين عامًا ـ بعد تألقه وتواضعه وتصميمه على ألا ينسى جذوره أبدًا ـ أصبح أيقونة ومصدرًا للفخر والاعتزاز في مصر، حتى أنه بالفعل أصبح بطلًا قوميًا في بلادي، منذ أن قاد منتخبنا الوطني إلى مونديال روسيا 2018، بعد غياب استمر 28 عامًا.

الأسطورة محمد صلاح نموذج في العطاء، ودائمًا ما يحتفظ بصلات قوية مع مسقط رأسه، حيث يتبرع بانتظام لأهالي قريته، وقام بدفع تكاليف إنشاء مجمع رياضي وملعب حديث دائم الاستخدام في كل الظروف الجوية، كي يستطيع نجوم المستقبل في قريته إظهار مهاراتهم في كرة القدم.

الأهداف البيضاء للنجم الكبير تجاوزت حدود قريته، لتسكن شباك صندوق تحيا مصر بخمسة ملايين جنيه، ثم 30 ألف يورو لجمعية قدامى اللاعبين في مصر، أضف إلى ذلك رفضه قبول هدية «فيلا فاخرة» قدمها له أحد رجال الأعمال بعد إحراز هدف الفوز على الكونغو والتأهل لكأس العالم، حيث طلب منه التبرع بثمنها إلى قريته.

الشيء اللافت في مشوار محمد صلاح الاحترافي خارج مصر، أنه لعب لنادي المقاولون العرب بدلًا من الانضمام للغريمين اللدودين الأهلي والزمالك، وهو ما منحه الفرصة ليحظى بحب جمهور الناديين، وأن يكون قوة موحدة للجماهير العاشقة لكرة القدم.

ربما لم نعتد الكتابة في السابق عن أشخاص، مهما علا شأنهم، ولكن ربما يكون نوعًا من الاستثناء، أن نتحدث عن شخص استثنائي، بحجم محمد صلاح، اللاعب والإنسان، كظاهرة متفردة، في المهارات والانضباط والسلوك والعطاء والانتماء، حيث لم يتأثر بنشوة النجومية التي تحيط به من كافة الاتجاهات.

خلال رحلته الاحترافية القصيرة في سويسرا وإيطاليا أو بريطانيا، استطاع «مو صلاح» ـ كما تطلق عليه الصحافة الإنجليزية ـ أن يحقق لمتابعيه ومحبيه المتعة والإبهار على كافة المستويات، فأصبحت سلوكياته وحركاته وأفعاله مصدرًا للإعجاب ومنبعًا للسعادة، خصوصًا لدى الأطفال والأجيال الناشئة.

أخيرًا.. إن الحب قرار ذاتي واختياري، لا يأتي بالأوامر أو بالطلب، وعندما يكتب الله لأي إنسان القبول في الأرض، يحبه الناس، ولذلك لا نبالغ عندما نؤكد أن محمد صلاح أصبح عنوانًا للمحبة، ومقصدًا لحب الجماهير حول العالم، على اختلاف ألوانهم وميولهم ومعتقداتهم، ليحقق المعادلة الصعبة بأن حب الناس غاية تُدرك.

[email protected]