عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بريق الأمل

 

 

سماحة النفس هي قبول نفسي لما يجري به القضاء والقدر من خير أو شر بالرضى والتسليم وهي من الظواهر الخلقية المحمودة.ويأتي في مقابل السماحة، ما يمكن أن نسميه بخلق التزمر بالنفس وعسرها وتشددها وترجع إلى مجموعة من الظواهر الخلقية الذميمة في السلوك الإنساني.والناس على اختلاف مستوياتهم في الذكاء، واختلاف نماذجهم الخلقية يوجد فيهم من يتمتع بخلق سماحة، فهُم هينون لينون سمحاء، ويوجد آخرون نكدون متشددون يتذمرون من كل شيء لا يوافق هواهم، ويريدون الدنيا كلها أن تكون على وفق شهواتهم وأهوائهم الآنية المتجددة، أو على وفق ما يرون أنه الأفضل والأصلح والأحسن، فلا يستقبلون الأحداث بسماحة نفس ولا يتقبلون ما لا يوافق هواهم من أشياء بسماحة النفس، بل يستقبلونها بوجوه عابسة ونكد وبسخط في نفوسهم وسب وشتم وتشاؤم وحذر. وأما سمحاء النفس فإنهم يكونون هينون لينون، ويحاولون أن يجدوا لكل ما يجري به القضاء والقدر حكمة مرْضية، وإن كان مخالفاً لأهوائهم ويراقبون دائماً قول الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة، ويرددون في أنفسهم عند كل أمر يكرهونه معنى قول الله تعالى: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (19) سورة النساء من أجل أن يستقبلوا كل ما يأتيهم من قِبل الله بالرضى والتسليم. وإذا أراد الإنسان أن يسعَد في حياته وأن يسعِد الآخرين، فما عليه إلا أن يلتزم بالتوجيه الإلهي الذي يؤمِّن له ما يريده، فإن الله أحكم الحاكمين، يعرف بعلمه ما هو في مصلحة الإنسان ويأمر به ويحث عليه، ولذلك إذا ما استمع المرء إلى الدعوة الإلهية، وعوَّد نفسه أن يكون سمح النفس هيناً ليناً، فإنه يستطيع أن ينعم في حياته بأكبر قسط من السعادة وهناءة العيش؛ لأنه بخلقه هذا يتكيف مع الأوضاع الطبيعية والاجتماعية بسرعة، مهما كانت غير ملائمة لما يحب أو لما تهوى نفسه، ويستطيع أن يستقبل المقادير بالرضا والتسليم مهما كانت مكروهة للنفوس. ويستطيع سمح النفس الهين اللين، أن يظفر بأكبر قسط من محبة الناس له وثقة الناس به، لأنه يعاملهم بالسماحة والبِشر ولين الجانب والتغاضي عن السيئات والنقائص، فإذا دعاه الواجب إلى تقديم النصح كان في نصحه رفيقاً ليناً سمحاً هيناً يسر بالنصيحة ولا يريد الفضيحة، يسد الثغرات ولا ينشر الزلات والعثرات، ويعامل الناس بالسماحة في الأمور المادية، فإذا باع كان سمحاً، وإذا اشترى كان سمحاً، وإذا أخذ كان سمحاً، وإذا قضى ما عليه كان سمحاً، وإذا اقتضى ما له كان سمحاً. صور سماحة النفس كثيرة فمنها:   السَّمَاحَة في التعامل مع الآخرين: ويكون ذلك بعدم التشديد، وعدم الغلظة في التعامل مع الآخرين، حتى ولو كان خادمًا، فعن أنس رضي الله عنه قال: «خدمتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟. وايضا السَّمَاحَة في البيع والشراء: وتكون السَّمَاحَة في البيع والشراء، بأن لا يكون البائع مغاليًا في الربح، ومكثرًا في المساومة، بل عليه أن يكون كريم النفس. وبالمقابل على المشتري أيضًا أن يتساهل، وأن لا يدقق في الفروق القليلة، وأن يكون كريمًا مع البائع وخاصة إذا كان فقيرًا.