عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بدأ الاستحقاق الرئاسى الثانى بعد ثورة الثلاثين من يونية ودعونا نتحدث بصراحة. يجب أن يؤدى الإعلام دوراً مهماً ومختلفاً فى المرحلة الجديدة من مراحل العمل الوطنى التى تستمر حتى عام 2022 وكنا نتمنى فى الاستحقاق الأول أن يصبح الإعلام عنصراً فاعلاً ومسانداً ضمن شركاء التنمية بالتركيز على تحقيق الوظائف الرئيسية للإعلام ومنها التثقيف الأخبار والترفيه بدون خروج أو شطط.

غير أن بعض وسائل الإعلام فى السنوات الأربع الأخيرة قدم الغريب والشاذ وركز على كل المخالف لعاداتنا وتقاليدنا وأخلاق مجتمعنا وتجاوز البعض إلى التشكيك فى ثوابت الفكر والمعتقد الدينى بصورة غير مسبوقة، وتركز هذا تحديداً فى القنوات الخاصة وإحقاقاً للحق نادراً ما وجدناه فى القنوات العامة لسبب بسيط أن إعلام الدولة - إذاعة وتليفزيون - نشأ على تقاليد ما زال يلتزم بها حتى الآن رغم المشكلات التى تحيط به.

ومن ثم سقط كثير من القنوات الفضائية فى مستنقع جعلها بدلاً من أن تكون أداة استنارة داعمة للتنمية الشاملة أصبحت أداة هدم وتضليل وتزييف وعى الجمهور.

وعلى سبيل المثال لا الحصر تابعنا برامج تستمد موضوعاتها من «السوشيال ميديا» بكل ما فيها من تجاوزات وأكاذيب حيث جعلت من الشعوذة والدجل والجنس محاور لبرامجها كى ترفع بها نسبة المشاهدة وتجذب الإعلانات التى يهمها المشاهدة الكثيفة بغض النظر عن سلامة المحتوى، بل سمح  بعض القنوات بالترويج لسلع ومنتجات أقل ما يقال عنها إنها خارج نطاق القانون وأخلاق المجتمع، ويكفى استعراض الشريط الإخبارى فى العديد من هذه القنوات، حيث ترى دعاية لأدوية ومستحضرات تجميل ومنشطات جنسية مجهولة المصدر ولأشخاص مشعوذين.

وشاهدنا مذيعين ومقدمى برامج غير مؤهلين، والطريف أن بعضهم تحول إلى ناشط سياسى يحاضر ساعات للمشاهدين وظلت غالبية البرامج أسيرة جدران الاستديوهات وقلما ما نشاهد بعضها يستغل أجواء مصر المعتدلة وطبيعتها الخلابة وآثارها التاريخية ونيلها الخالد فى الوصول لعقل وفكر المشاهد.

إذن عندما نبدأ مرحلة جديدة لابد أن نعيد النظر فيما يقدم من مواد إعلامية فى قنواتنا العامة والخاصة، حيث نريد إعلاماً مسئولاً يناقش قضايا التنمية السياسية مثال كيف نطور أداءنا الديمقراطى وينفتح على الأحزاب ويتناول دورها فى عملية التنمية المستدامة ويبحث الدور التنموى للمجتمع المدنى.

نريد إعلاماً يناقش خطط التنمية الاقتصادية ويستشرف آفاق الاستثمار فى مصر ويفتح ملفات  قضايا البطالة والغلاء والتضخم وغيرها من المشكلات ويقتحم مشروعات التنمية الاجتماعية كالتعليم ومحو الأمية والصحة والتأمين الصحى الشامل ومكافحة العشوائيات، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة متناهية الصغر والتطوير السياحى واستغلال سواحلنا لدعم الثروة السمكية.

أعتقد أنها موضوعات تترجم إلى برامج، ولكن تنتج باحترافية جاذبة للجمهور ويقدمها نجوم ليس همهم الظهور والحديث أكبر قدر ممكن، معتقدين أن هذا هو الطريق نحو النجومية وهو اعتقاد خاطئ لأن النجومية تصنع بامتلاك المذيع لأدواته المهنية من جهة وقدرته على توظيفها لإبراز الموضوع الذى يتناوله، أتصور أن الإعلام فى السنوات الأربع القادمة يجب أن يكون مهنياً وصادقاً إذا أردنا أن يدعم عملية بناء مصر الحديثة.