عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحم الله اللواء فؤاد نصار رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع خلال حرب أكتوبر ورئيس المخابرات العامة الأسبق، الذى رحل عن دنيانا بعد رحلة طويلة من العطاء والتضحيات والبطولات، عرفته بالفعل «حدوتة مصرية» فقد كان شديد التواضع حاسمًا دون بطش، حنونًا دون ضعف، شديد الثراء فى معرفة العلوم العسكرية والسياسية والمخابراتية والإدارية، وتشغله هموم شعب مصر وقضايا وطنه، قبل 25 يناير كان يرى أن المشاكل أصبحت كثيرة ومتعددة والدولة لا تستطيع فعل شيء، وعلى الشعب المصرى أن يقول رأيه ويتمسك به، بل يضحى فى سبيل ذلك، لأن المجتمع يُعانى من تفاوت طبقى بين غنى فاحش ومن لا يجد قوت يومه، فأصبح الشعب بائسًا وبدون أمل ولا مستقبل وهذا ما كان يحذر منه..

قال لي: إنه هو الذى اكتشف الاختراق الإسرائيلى للمحادثات العسكرية المصرية بعد أن علم من المشير أحمد إسماعيل بأن جميع المكالمات مرصودة من إسرائيل وطلب منه إنشاء إدارة تحافظ على سرية المكالمات ويتولى قيادتها فأنشأ إدارة الأمن والسيطرة. وهذه الإدارة اكتشفت أن إسرائيل تضع جهازا على الكبل الرئيسى وترصد المكالمات، فوضعت أجهزة مشفرة وتم منع إسرائيل من رصد المحادثات، وهذا كان من أسباب اختيار أحمد إسماعيل له لتوليه قيادة المخابرات الحربية والاستطلاع والإعداد لحرب أكتوبر.

وحينها درس كل شيء عن إسرائيل، فوجدها متفوقة على مصر فى كل شيء ولم يجد أمام مصر إلا شيئين: المفاجأة والعنصر البشرى، وبنى خطته فى المخابرات الحربية على هذين العاملين، تنمية العنصر البشرى بتدريبه واستغلاله المفاجأة، وأخبر الرئيس السادات بذلك وبهذا تم مفاجأة إسرائيل وأمريكا بخطة الخداع.

وأثناء الحرب وجد أن الكابينة الرئيسية لكتائب الصواريخ المضادة للطائرات تنفجر فجأة فسأله الرئيس السادات عما يحدث؟

فقال: لا أعرف ولكننى سأعرف وكان يوجد ضابط فى المخابرات الحربية ويعمل فى البحوث العسكرية وكان يعلم كل شيء عن العسكرية فى العالم وطلبه وشرح له ما يحدث من انفجارات الكبائن.

فقال: أمريكا لديها صواريخ تضرب على الرادارات وتنطلق على الإشعاع الرادارى، وهذا الصاروخ لم يستخدم فى أمريكا حتى الآن، ولا يمكن لإسرائيل أن تستخدمه بمفردها، وأمريكا هى التى استخدمته، ولهذا قال السادات لا أستطيع محاربة أمريكا وقبل وقف إطلاق النيران.

وكان رحمه الله لديه خبرة كبيرة فى التعامل مع البدو معترفًا بأن لهم دين فى رقبة مصر، لتعاونهم مع المخابرات الحربية خلال حرب أكتوبر، وموشى ديان قال: المصريون ملأوا سيناء بالرادارات البشرية ذات العقول ترى وتحلل وتستنتج، وكانت أفضل من راداراتنا الصماء، ولهذا طالب بالاهتمام بهم فى التعليم وتوفير فرص عمل لأبنائهم ورعايتهم حتى تستفيد مصر استفادة كاملة من سيناء.. وعندما تولى منصب محافظ سيناء قام بعمل خطط للتنمية والتعمير ولم يتم منها إلا القليل، وأكد عند التعامل مع مشاكل البدو لابد أن نتعرف على عاداتهم وتقاليدهم ونستمع إليهم حتى يكون التعامل معهم مثمرًا وبناء.

وأيضًا فور توليته منصب المحافظ فى مرسى مطروح وجد القذافى فاردا ذراعه على آخره مع بدو مطروح وكان مانحهم بطاقة ( ص.ش ) صحراء شرقية ليدخلوا إلى ليبيا ويخرجوا منها كيفما شاءوا، فاجتمع مع رؤساء القبائل وأبرم معهم اتفاقية لتحديد الحقوق والواجبات التى لهم وعليهم. وقال: من قصر فى هذه الاتفاقية يعاقب عرفيا، ولهذا نجح فى التعامل معهم لأنه فهم عاداتهم وتقاليدهم.

وكان يرى الرئيس السادات رجلا جسورا ولديه نظرة وطنية وحقق أهدافه، وقضى على مراكز القوى حتى يتخذ قرار الحرب الصعب لأنهم كانوا لا يريدون!!.. والنتيجة أننا نعيش فى سلام، وأن اتفاقية السلام ليست تطبيعا بين الشعبين المصرى والإسرائيلى فهى مجرد اتفاقية سلام بين الدولتين لإعادة سيناء إلى مصر وعدم نشوب حرب بينهما ولا تجبر أحدا على التطبيع.

وحدد مشكلة الفلسطينيين فى انقسامهم وعدم اتحادهم، وإذا لم يتحدوا فلن يستطيع أحد أن يساعدهم، رغم أن مصر هى الدولة الوحيدة المؤثرة والرئيسة فى الملف الفلسطينى ولكن إيران أصبحت تؤثر فى الوضع الفلسطينى بمساندتها لحماس.

وأرجع فُرقة العرب بأن كل دولة أصبحت تنظر لمصالحها منفردة وتُضحى بأى شيء فى سبيلها، وأصبحت المصالح العربية المنفردة مع أمريكا وإسرائيل فى مراحل متقدمة ولها أولويات عن المصالح العربية، لأنها لن تعطيهم ما يحصلون عليه من أمريكا وإسرائيل.