رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سئلتُ قبل الانتخابات الرئاسية من أحد الأصدقاء: لمن تصوّت؟ فأجبته من فورى: لمصر، وقبل أن يستفهمنى ماذا عساى أقصد بأن يكون التصويت لمصر، رحت أرمقه بنظرات حانية لأقول بكل سماحة : مصر اليوم فكرة عامة ممثلة فى زعيمها ولا زعيم لها فى الواقع سواه، فلو لم يكن التصويت للسيسى زعيماً، فلمن يكون التصويت؟ بكل تأكيد سيكون لصالح صُنّاع العار الوطنى، لخفافيش الظلام، للفوضى التى سبّبتها أيدى التخريب والفساد. عار وأى عار!

إنّ مصر هى كل مصرى، هى أنا وأنت، فانقسامنا على أنفسنا مرارة كما يتجرّعها المخلصون، يتجرّعها الأفاكون الكاذبون المضلّلون ممّن جعلوا الانقسام غاية لهم، رفضوا الوطنية، ودعّموا الشر، وزوّروا التاريخ، وتعاموا عن السياسة العالميّة، وحرّضوا للعدوان وأرادوا الفوضى، ولم يعرفوا معانى الحياة فى ظل الأمن والأمان والاستقرار.

هؤلاء هم من يريدون لمصر أن تكون مثل غيرها من الأقطار العربية ضعيفة، متشرذمة، متشظية، منقسمة على نفسها، يجمعها الضيم والعار والذل والهوان، لا بل يُفرّقها، ولا تجمعها راية من التوحيد واحدة ولا هدف واحدًا ولا وحدة واحدة. وهيهات هيهات؛ مع قوة الاتحاد العاصم من الفُرقة والشتات، أن ينالوا ما يريدون!

من لم يشارك فى الانتخابات، وهو يشهد الأحداث الجسام تمر بها بلادنا، وأخطرها الحرب على الإرهاب، يساهم بشكل أو بآخر فى خيانة الوطن وخيانة الواجب ويتيح الفرصة لصغار الدول، وصغار النفوس، وصغار الإمكانات البشرية، وصغار كل شيء؛ أن يتقوّلوا الأكاذيب على أكبر الدول وأعرقها حضارة ومنارة، فلم يبق إلّا الذيول التُّبّع وإلّاّ الأقزام من الدول والسياسات والأنظمة المتخلفة !

مصر تسع الجميع رُغم الخلاف، غير أن لهذا الخلاف ضوابط لا يطولها فيفسد فيها النظام ويحولها إلى فوضى عارمة مسببة للانهيار والكساد. والفرق كبير بين الخلاف المحترم الحريص على وحدة البلاد وبين الفوضى المُسَبِّبة للتفرقة والداعية للانقسام. الخلاف لبّ الديمقراطية والفوضى لا تمتُّ الى الديمقراطية بصلة؛ فمن يتبع كائناً ما كان أو من كان، من الأنظمة أو الدول أو الأيديولوجيات وهى ضد نظام الدولة لتكون فوضى داعية للانقسام مُسبّبة للفرقة هو ذيلٌ تابع لا يقرر مصير بلاده برأى له قناعته وقبوله وفق منطق المجموع والصالح العام، بمقدار ما لا يقرر مصير نفسه فى بلاده فضلاً عن دحضه لمفهوم الانتماء وقلة ولائه للوطنية أو عدمه. وقد رأينا ورأى معنا ألوف الألوف من الناس مَنَ جوّز لنفسه إلا يعترف بالوجود المصرى وفضل عليه وجوداً سواه واستخف بنسبه وولائه وشرفه المصرى فى سبيل إرضاء أيديولوجية معينة بالية ساقطة لا تقدّم للإنسانية فكرة مقبولة فى العقل بل مرذولة، فهل يعد مثل هذا إلّا الذيل التابع الإمّعة المنقاد وإلاّ القزم الذى يريد أن يتعملق على حساب شرف الوطن وشرف الانتماء له والولاء إليه؟!

كلُّ منا ينطلق من بواعثه وأهدافه ويريد أن يملى تلك البواعث والأهداف على غيره معتقداً أنها هى أصح ما يراها ولا يرى الصحيح لما سواها. لكن هذا كله شيء، إذا كنا نختلف حول الأفكار والمبادئ والعقائد الدينية، ولكن الاختلاف حول القيم الوطنية شيء آخر. الخلاف حول القيم الوطنية يقدحُ فى نسبة الشرف الوطنى ويحيل المختلفين حوله إلى مجرَّد قطع الشطرنج يحركها عقل مدّبر وراءها، ولا تتحرك هى من تلقاء ذاتها تعبيراً عن ذواتها وكرامتها وتحقيقاً لقيمها ومبادئها، ولكنها تنتظر هذا العقل المدبّر يخطط لها إلى العمل ويرسم طريقها نحو الإرادة.