عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 كانت مخاوفى من الظلمة عدم وجود فتحات تهوية.. نسيت اننى فى هذا الوضع لن احتاج لهواء بعد أن فقدت خاصية التنفس.. مخاوف أخرى تحولت واقع هؤلاء لم ينفذوا وصيتى. نعم كان الغسل والكفن شرعيًا حتى القبر شرعى ولكنهم تركونى بمجرد القائى فى الحفرة دون انتظار لحظات.. أين وصية عمرو بن العاص رضى الله عنه عندما حضرته الوفاة، قال : فإذا أنا مت فلا تصحبنى نائحة ولا نار، فإذا دفنتمونى فشنوا على التراب شنا، ثم أقيموا حول قبرى قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربى..

للأسف لم ينتظروا وفروا هاربين.. لم ينتظر من كان يقول كلما ذكرت الموت ربنا يجعل يومى قبل يومك..ولم أجد أيضا من كان يبالغ فى حبه لى فيقول قلبى وقبرى معاك. يارب نموت سويا وندفن فى قبر واحد.. أين ذهبوا كل هؤلاء ؟!.. الليلة الأولى كانت غربة ولكن شأن جميع الأشياء بقاء الحال من المحال.. فتح القبر مع ظلام الليل... وكانت المفاجأة رجل من أهل الدنيا.. لماذا يزاحموننا ؟!.. لحظات ووجدت نفسى أحمل وألقى بى فى حجرة من حجرات الدنيا وقد ترصدتنى الأنظار، وقتها علمت أنى تحولت إلى سلعة وما أحزننى أن أباع بهذا الثمن البخس وليتها صدقة. قال أحدهم لقد عرفت هذا الرجل شاهدته مرة فى حارتنا يصور جارى صاحب المخبز والشرطة تلقى القبض عليه فى قضية تموين وقتها لم يستجب لتوسلات جارى بعدم الفضيحة فى الصحف فابنته على وشك الزواج.. كانت ابتسامته مستفزة.. وقال شاب وهو يبحلق فى :انا شاهدته فى الجامعة يتملق الدكتور الوزير ويكتب عنه تصريحات كلها افتراء وكذب وقال ثالث شاهدته أمام بوابة النادى الرياضى يتملق رئيس النادى ليحصل منه على عضوية ببلاش، وقال رابع لا ده صحفى فن شوفته بعينى فى وسط المدينة يركب سيارة ممثل فاشل وقرأت فى صحيفته بعدها قصائد مدح عن هذا الممثل.. دعونى أنتقم.. مش عايز فيه فتفوتة.. قال آخر.. ايوه افتكرتك مش هو ده اللى بيطلع فى التليفزيون ويشرح لنا كيف نتقشف ونجوع فى سبيل بلدنا، ده أنا مرة شفته راكب عربية آخر موديل.. إحنا نجوع وهو يركب. وقال آخر: لا يا باشا انت وهو ده انا عارفه كويس، ده حوت اعلانات من الوزارة اللى انا شغال فيها ده غير أنه مستشار اعلامى للوزير بكام الف جنيه.. طبعًا معرفتش انطق فأنا ميت كيف ادافع عن نفسى وأنا فى هذا الوضع وتأكدت تماما أن جثتى سيتم توزيعها بين المقابر وليس فى قبر واحد بعد أن يأخذ كل طالب من طلبة الطب من جثتى نصيبه.

[email protected]