عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خارج السطر

للمحبة حدود وللإعجاب سقف. استحسان سياسة ما أو مساندة رئيس أو تأييد مسئول أمر طبيعي ومقبول. لكن ما هو مُر ومُستقبح وكريه هو كم المزايدات، وإدعاءات المحبة المزعومة، وبعثرة الكرامة الإنسانية تعبيراً عن رضا أو هوى.

كتبت كثيراً أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يريد نفاقهم. يعرفهم بسيماهم على وجوههم. بتلونهم. بتصريحاتهم السابقة زمن الإخوان ومبارك، بمدحهم غير المُنطلق من القلوب. بطلبهم نفوذاً أو منصباً. بمخازيهم المعروفة وفضائحهم المتداولة فى جلسات النميمة.

لا يحتاج الرئيس تصفيقهم. لا ينتظر لافتات تأييدهم هُنا وهُناك. لا يعنيه رضاهم، وإنما يعنيه أولاً وأخيراً رضا الناس والتاريخ من بعد.

بعد فوز الرئيس السيسى باكتساح لفترة رئاسية ثانية يبادرون إلى المزايدة. يطل واحدٌ خلف واحد. مفكر بعد آخر. نخبوى، مُتثاقف، مُخضرم أو يدعي الحكمة ليطرح تعديل الدستور ومد فترة الرئاسة. ويسوق هؤلاء تصورات عن ضرورة الضغط على الرئيس لقبول ما لا يرضاه والاستمرار حاكماً لاستكمال مشروعاته عشر سنوات أخرى وأكثر.

قبل شهور حاولوا فتح حوار وإطلالات لذات التوجه وكان الرئيس حاسماً فى رفضه تعديل الدستور. هو يحترم ما جاء به حاكماً للمصريين ويعي أن تغييره لا يعني سوى النكوص للوراء والارتداد لفكرة الزعيم المُلهم والقائد الهدية. كانت ذات الأصوات تقول إن مُبارك هو ضمان استقرار المصريين، ومن قبل عدّل الرئيس أنور السادات دستور مصر لمد فترة الرئاسة لفترات بدلاً من فترتين ناكثاً على ما أعلنه من ثورة تصحيح.

إننى أثق فى صدق نوايا الرئيس وأقدر جهده فى الفترة العصيبة التى حاربت مصر فيها جحافل الظلام وواجهت تهاوى الاقتصاد بعد تراكم خطايا خمس عقود من التخبط. أوقن أن الرجل يحلم بمصر متقدمة، متحضرة، يسودها العدل والأمان وتحكمها الشفافية.

وأتصور أن الرئيس يعمل بجد وسرعة محاولاً تحقيق أكبر حجم من إنجازات على مستوى المشروعات التنموية والإصلاح الاقتصادى لإيمانه واقتناعه بأن فترة الرئاسة يجب أن تبقى مُحددة لا مفتوحة. إنه يُدرك أن العالم تغير، بل يتغير كُل يوم وساعة، وأن الشعوب تُفرخ عبقريات جديدة، وتجارب متنوعة.

يعرف الرئيس أن هناك هتيفة لكل عهد. بعضهم عن سوء نية والبعض الآخر عن قلة علم بالسياسة. يعلم الرجل أن الاحتفاظ بحب الناس أعظم من حُكمهم. ويعتقد أن الايمان بالديمقراطية والعدل أبقى من الاستفادة بهما.

تقليب التُربة ضرورة، وتعدد الأفكار والتجارب يخدم المجتمعات الناهضة. الشرط المهم فى تصوري للحاكم هو الانتماء للوطن والتمترس بمبادئ القومية المصرية. وأعتقد أن الولاية الثانية للرئيس السيسى ستشهد حراكاً سياسياً وستنبت كثير من الزهور القادرة على التفتح.

وسيخسأ المتزلفون وعشاق الصور الرسمية والذين لا يقولون خيراً ولا يصمتون.

والله أعلم.

[email protected]