لا شك أن الأحداث الإيجابية الرائعة فى حياة الإنسان لا يمكن نسيانها، فعندما علمت بنجاحى فى اختبار القدرات وقبولى طالبًا بكلية الفنون التطبيقية، وفى نفس الفترة إعلان أن الأعمال الفنية المشارك بها فى معرض بقصر ثقافة كفر الشيح سوف يتم عرضها مع كل أعمال المعرض بقصر ثقافة قصر النيل بالقاهرة أم الدنيا وبحضور عدد من الفنانين والنقاد الكبار، وكمان تفضل الفنان والناقد العظيم الراحل «كمال الجويلى» بالإعلان عن المعرض على صفحته الرائعة التى كان يشرف على إصدارها كل ثلاثاء بجريدة المساء، ثم والأروع أن يتناول بالنقد الرائع كل أعمال المعرض والتى من بينها أعمالى.. كل تلك الأحداث وفرحة معايشتها لا تنسى وتمثل علامات فارقة لى ولأولاد أهل تلك المدينة الصغيرة..
وفضلاً عن دور صفحة الثلاثاء الرائعة، يذكر الكاتب «السيد رشاد» عن الفنان الجويلى الذى عاش بيننا 95 سنة أنه قاتل حتى اللحظات الأخيرة من رحيله من أجل كسر العزلة بين الفنان والمجتمع، ودعا إلى عمل المعارض وسط الجماهير البسطاء فى الشارع.. وكذلك شدد على ضرورة وضع منظومة لتجميل الشوارع والميادين والبيوت وكل ما يحيط بنا حتى تعتاد العين رؤية الجمال فترفض القبح، وهى الدعوة التى أطلقها قبل نصف قرن من خلال كتاباته، التى لو وجدت صدى لدى مسئولى المحليات وغيرهم لما تحولت مدننا ومياديننا إلى ساحات للقبح بكل صوره كما نرى ونعانى الآن.
وإذا كانت صفحة الثلاثاء للنقد التشكيلى قد مثلت التجربة الأولى فى تخصيص صفحة للنقد التشكيلى، فإن صفحة جريدة القاهرة التى تصدر أيضًا كل ثلاثاء للفنون التشكيلية تمثل الامتداد الأروع مع الناقدة التشكيلية «فاطمة على» وهى التى يراها الكثير من الفنانين الجائزة الأهم عند تناول إبداعاتهم بالتقييم النقدى المنهجى وليس الانطباعى الصحفى الساذج منزوع الفهم والأهمية..
ترى الناقدة التشكيلية «فاطمة على» أن الإعلام ليس المسئول الوحيد عن النظرة السلبية للفنان التشكيلى، لكن النظرة الدينية أيضًا جعلت كثيرين ينصرفون عن هذا الفن، كما أن معظم الشعوب العربية تبعد أبناءها قدر المستطاع عن هذه الفنون، لوجود هاجس الحرمة، مثل نحت التماثيل ورسم اللوحات، ولن تُمحى هذه الصورة السلبية بسهولة؛ نظرًا لعدم جدية المناهج التعليمية فى تنمية وتنقية طرق التعامل مع الإبداع لدى الشباب والأطفال.
مين ميحبش صفحة «فاطمة على» للفنون التشكيلية وجريدتها «القاهرة» الرائعة؟