رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

أدليت بصوتى للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى أمام اللجنة رقم «45» بمدرسة السلام الابتدائية بالوراق، فى ظل الطقس السيئ الذى ضرب البلاد، وسط الأتربة المتصاعدة من الأرض وتكاد تخفى المارة فى الشوارع مساء أمس الأول ورغم السعال والكحة وزغللة العينين إلا أننى اعتبرت ذلك من حسن حظى لأحصل على ثواب الوقوف فى طابور الكرامة مرتين لأنه أفضل عندى من طابور الذل، شعرت وأنا أقدم بطاقة الرقم القومى لرئيس اللجنة للحصول على بطاقة الاقتراع بأننى جددت هويتى المصرية، وتدثرت برداء الوطنية، وحصلت على خافض للحرارة التى ارتفعت داخلى بسبب تقلبات الجو، الذى كانت حالته ممزوجة بالرطوبة، والسخونة، والبرودة، فى وقت واحد.

ورغم عودتى آخر الليل الى أسرتى أشعث أغبر رث الثياب من كثافة الهباب، وبسبب تنقلى من توك توك لآخر  حتى أصل إلى عزبة الخلايفة المقيد اسمى فى إحدى مدارسها وهذا سبب تأخرى ثلاثة أيام حتى أدلى بصوتى قبل إغلاق باب الانتخابات بساعات قليلة، إلا أننى كنت فخوراً أن أضيف صوتاً أهديه للشهداء الذين ضحوا لأجل أن نعيش أمضيت طوال الأسبوع الماضى أبحث عن عزبة الخلايفة منذ أن علمت من خلال موقع الهيئة الوطنية للانتخابات أن اسمى مقيد فى عزبة الخلايفة بدلاً من لجنتى الأصلية التى أدليت بصوتى أمامها فى جميع الانتخابات السابقة وهى مدرسة عبدالمنعم رياض، استغرقت عملية البحث عن عزبة الخلايفة عدة أيام، وكعادتنا نحن المصريين لا نعمل كمن قال لا أعرف فقد أفتى، فالجميع يفتون بالحق وبالباطل ولم تتفق آراء جميع من دلونى على العنوان على مكان  محدد أذهب إليه، وأخيراً، استفتيت قلبى، ووصلت إلى عزبة الخلايفة التى أعتقد أن المحليات لا تسمع عنها، وأراهن إذا كان رئيس حى الوراق قد دخلها، ولا شاهد العمارات التى أنشئت بارتفاع يجاوز الـ«14» طابقاً فى شارع عرضه متران على الأكثر، باختصار ليست هذه مناسبة الكلام عن العشوائيات الصعبة، المهم أريد أن أعرف الجهة التى نقلت اسمى الى عزبة الخلايفة، وجعلتنى أقع أسيراً فى قبضة سائقى التوك توك والذين عاملونى  كأسير حتى وصلت إلى مدرسة السلام بسلام، لأدلى بصوتى الانتخابى رغم مشقة المسافة، ونوبة الكحة التى تطلبت حصولى على علاج ، إلا أن جرعة الوطنية التى حصلت عليها تجعلنى أعيش مرفوع الرأس حتى الانتخابات القادمة، بخلاف الفخر والشرف الذى نلته من خلال مشاركتى فى انتخابات مصر، لأننى كما ذكرت فى مقالات سابقة أن المرشح فى هذه الانتخابات ليس «السيسى» ولكنه هو انتخاب مصر أمام الإرهاب الذى يتربص بها ويحاول إسقاطها بعد أن استيقظت عقب إغفاءة وأصبح لها درع وسيف.

كما أن مشاركتى فى هذه الانتخابات وغمس أصبعى فى الحبر الفسفورى منحنى شرف من تحدث عنهم السيسى عقب إغلاق باب الانتخابات وقال عنهم إن مشاهد المصريين أمام لجان الاقتراع ستظل محل فخره واعتزازه وإنها دليل على عظمة الأمة، وإرادة أمة تفرض نفسها بقوة ولا  تعرف الضعف.

ومن جانبى أشكر السيسى على قبوله دعوة المصريين له بمواصلة بناء دولة الكرامة والعزة فى فترة رئاسية ثانية بعد أن فتح أمام الشعب طريق الأمل، وأنقذه من طوابير اللاجئين وتجبر اللئام.

كما أن هذه الانتخابات دقت آخر مسمار فى نعش الإخوان، وشيعتهم إلى مزبلة التاريخ.