عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

رغم أن العالم تنهد بارتياح بعد التوصل إلى الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة خمسة + 1 ،وهو الاتفاق الذى رعته سلطنة عمان حتى خرج إلى حيز النور، وتم بموجبه تخفيف الحصار الاقتصادى على إيران والإفراج عن بعض أرصدتها بالبنوك الأمريكية مقابل تعطيل أو وقف برامج تخصيب اليورانيوم لمدة عشر سنوات، إلا أن كل تلك الآمال تبددت مؤخرًا بعد إعلان الرئيس الأمريكى ترامب أكثر من مرة عزمه عدم تجديد الاتفاق النووى مع إيران أو تعديله أو إلغاءه مما أثار حفيظة إيران التى أعلنت تمسكها بها وعدم تراجعها عنه تحت أية ظروف.

الموقف الأمريكى من البرنامج النووى الإيرانى الذى يتم تحديده فى شهر مايو القادم، يبدو جزءًا من مسلسل الابتزاز الأمريكى للمنطقة وهو ما تجلى واضحا فى تعهد السعودية بسداد 460 مليار دولار مبيعات أسلحة أمريكية للمملكة مقابل تعطيل قانون جاستا فى الكونجرس الذى يتيح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر مقاضاة السعودية لدعمها الإرهاب في صورة  تبرعات ودعم من جمعيات خيرية سعودية لبعض منفذى اعتداءات 11 سبتمبر، 15 سعوديًا من 19 متهمًا، وبغض النظر من الموقف الأمريكى من البرنامج النووى الإيرانى سواء باستمرار الاتفاق أو تعديله أو تجميده، يبقى السؤال مهمًا حول الموقف الإقليمى أو الحسابات الإقليمية من البرنامج النووى الإيراني، بمعنى آخر ما هو موقف الدول الإقليمية الكبرى مثل السعودية ومصر وإسرائيل وتركيا من البرنامج النووى الإيرانى.

الحقيقة أن مواقف تلك الدول تختلف من دولة إلى أخرى من نظرتها إلى البرنامج النووى الإيرانى على النحو التالى:

- السعودية: من أكبر المعارضين للبرنامج النووى الإيرانى حيث ترى الرياض أن امتلاك طهران للسلاح النووى يخل بالتوازن الإقليمى فى المنطقة، وقد أعلن محمد بن سلمان ولى العهد السعودى أن السعودية لن تسكت على البرنامج النووى الإيرانى، وأن الرياض لديها بدائل فورية إذا تحققت مخاوفها من تحول النووى الإيرانى إلى حقيقة، ولم يكشف ابن سلمان خطط السعودية فى ذلك، ولعل أهم البدائل السعودية هنا هى بناء مفاعلات نووية سلمية يمكن تحويلها لإنتاج أسلحة نووية على أن تقوم أمريكا ببناء تلك المفاعلات، وحين اعترضت إسرائيل على ذلك رفضت أمريكا الطلب الإسرائيلى حيث أعلن ترامب أن أمريكا إذا رفضت بناء المفاعلات السعودية ستقوم روسيا أو الصين بالمهمة فورًا.

- مصر: القاهرة لديها رؤية ثابتة بالنسبة للأسلحة النووية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تطالب مصر بضرورة إخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل بما فيها أو على رأسها إسرائيل، وإسرائيل ترفض ذلك إلا بعد التوصل إلى السلام الشامل فى المنطقة، وإزاء عدم وضوح الرؤية أو ضبابية المشهد النووى فى المنطقة، عهدت القاهرة إلى بناء المفاعل النووى فى الضبعة لإنتاج الطاقة الكهربائية ورغم الاحتجاجات الإسرائيلية المكتومة إلا أن القاهرة ماضية فى مشروعها اعتمادًا على الخبرة الروسية وقرض روسى طويل الأجل.

- إسرائيل: أكبر المعترضين على البرنامج النووى الإيرانى حيث تريد الانفراد بامتلاك الأسلحة النووية فى المنطقة - لدى تل أبيب 300 قنبلة نووية- وكل يوم تقيم إسرائيل الدنيا ولا تقعدها خوفًا من تحول البرنامج النووى الإيرانى إلى حقيقة، وقد سبق أن قامت تل أبيب بتدمير المفاعلين النوويين العراقى والسوري فى العامين 1981 - 2007 حتى تحتكر وحدها السلاح النووى ولولا مخاوف إسرائيل من الانتقام الإيرانى لتدمير مفاعلها النووى لأقدمت على تلك المهمة بكل سهولة، لذا هي تضغط على أمريكا للقيام بتلك المهمة نيابة عنها أو مشاركتها.

- تركيا: موقفها قريب من الموقف المصرى، حيث ترى أنقرة أن انفراد تل أبيب بالسلاح النووى يهدد المنطقة، ولكن عند تحول النووى الإيرانى إلى حقيقة سوف تمتلك تركيا نفس السلاح فورًا.